الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ فَٱسْتَقِمْ كَمَآ أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { وَلاَ تَرْكَنُوۤاْ إِلَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ فَتَمَسَّكُمُ ٱلنَّارُ وَمَا لَكُمْ مِّن دُونِ ٱللَّهِ مِنْ أَوْلِيَآءَ ثُمَّ لاَ تُنصَرُونَ }

قوله عز وجل: { ولا تركنوا إلى الذين ظلموا } فيه أربعة تأويلات:

أحدها: لا تميلوا، قاله ابن عباس.

الثاني: لا تدنوا، قاله سفيان.

الثالث: لا ترضوا أعمالهم، قاله أبو العالية.

الرابع: لا تدهنوا لهم في القول وهو أن يوافقهم في السر ولا ينكر عليهم في الجهر.

ومنه قوله تعالىودّوا لو تدهن فيدهنون } [القلم: 9]، قاله عبد الرحمن بن زيد.

{ فتمسكم النار } يحتمل وجيهن:

أحدهما: فيمسكم عذاب النار لركونكم إليهم.

الثاني: فيتعدى إليكم ظلمهم كما تتعدى النار إلى إحراق ما جاورها، ويكون ذكر النار على هذا الوجه استعارة وتشبيهاً، وعلى الوجه الأول خبراً ووعيداً.