الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ ذَلِكَ مِنْ أَنْبَآءِ ٱلْقُرَىٰ نَقُصُّهُ عَلَيْكَ مِنْهَا قَآئِمٌ وَحَصِيدٌ } * { وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَـٰكِن ظَلَمُوۤاْ أَنفُسَهُمْ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ ٱلَّتِي يَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مِن شَيْءٍ لَّمَّا جَآءَ أَمْرُ رَبِّكَ وَمَا زَادُوهُمْ غَيْرَ تَتْبِيبٍ }

قوله عز وجل: { ذلك من أنباء القُرى نقصُّه عليك } فيه وجهان:

أحدهما: نخبرك.

الثاني: نتبع بعضه بعضاً.

{ منها قائمٌ وحصيدٌ } فيه وجهان:

أحدهما: أن القائم: العامرة، والحصيد: الخاوية قاله ابن عباس.

الثاني: أن القائم: الآثار، والحصيد: الدارس، قاله قتادة، قال الشاعر:

والناس في قسم المنية بينهم   كالزرع منه قائم وحصيد
قوله عز وجل: { وما زادوهم غير تتبيب } فيه ثلاثة تأويلات:

أحدها: أن التتبيب الشر، قاله ابن زيد.

الثاني: أنه الهلكة، قاله قتاة. قال لبيد:

فلقد بَليتُ وكلُّ صاحب جِدّةٍ   لبِلىً يعودُ وذاكم التتبيب
ومنه قول جرير:

عرابة من بقية قوم لوطٍ   ألا تباً لما فعلوا تبابا
الثالث: التخسير، وهو الخسران، قاله مجاهد وتأول قوله تعالىتبَّتْ يدا أبي لهب } [المسد: 1] أي خسرت.