الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ وَقَالَ مُوسَىٰ يٰقَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُمْ بِٱللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوۤاْ إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ } * { فَقَالُواْ عَلَىٰ ٱللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِّلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } * { وَنَجِّنَا بِرَحْمَتِكَ مِنَ ٱلْقَوْمِ ٱلْكَافِرِينَ }

قوله عز وجل: {... فَقَالُواْ عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلَنْا } يحتمل وجهين:

أحدهما: في الإسلام إليه.

الثاني: في الثقة به.

{ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلْقَومِ الظَّالِمِينَ } فيه وجهان:

أحدهما: لا تسلطهم علينا فيفتنوننا، قاله مجاهد.

الثاني: لا تسلطهم علينا فيفتتنون بنا لظنهم أنهم على حق، قاله أبو الضحى وأبو مجلز.

قوله عز وجل: { وَأوْحَيْنَآ إِلَى مَوسَى وَأخِيهِ أَن تَبَوَّءَاْ لِقَوْمِكُمَا بِمصْرَ بُيُوتاً }.

يعني تخيّرا واتخذا لهم بيوتاً يسكنونها، ومنه قول الراجز:

نحن بنو عدنان ليس شك   تبوَأ المجد بنا والملك
وفي قوله { بِمِصْرَ } قولان:

أحدهما: أنها الإسكندرية، وهو قول مجاهد.

الثاني: أنه البلد المسمى مصر، قاله الضحاك.

وفي قوله { بُيُوتاً } وجهان:

أحدهما: قصوراً، قاله مجاهد.

الثاني: مساجد، قاله الضحاك.

{ وَاجْعَلُواْ بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً } فيه أربعة أقاويل:

أحدها: واجعلوها مساجد تصلون فيها، لأنهم كانوا يخافون فرعون أن يصلّوا في كنائسهم ومساجدهم، قاله الضحاك وابن زيد والنخعي.

الثاني: واجعلوا مساجدكم قِبل الكعبة، قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة.

الثالث: واجعلوا بيوتكم التي بالشام قبلة لكم في الصلاة فهي قبلة اليهود إلى اليوم قاله ابن بحر.

الرابع: واجعلوا بيوتكم يقابل بعضها بعضاً، قاله سعيد بن جبير.

{ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ } فيه وجهان:

أحدهما: في بيوتكم لتأمنوا فرعون.

الثاني: إلى قبلة مكة لتصح صلاتكم.

{ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } قال سعيد بن جبير: بشرهم بالنصر في الدنيا، وبالجنة في الآخرة.