الرئيسية - التفاسير


* تفسير النكت والعيون/ الماوردي (ت 450 هـ) مصنف و مدقق


{ لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ ٱلْحُسْنَىٰ وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وُجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } * { وَٱلَّذِينَ كَسَبُواْ ٱلسَّيِّئَاتِ جَزَآءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُمْ مِّنَ ٱللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ ٱلْلَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ }

قوله عز وجل: { لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ } يعني عبادة ربهم.

{ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } فيه خمسة تأويلات:

أحدها: أن الحسنى الجنة، والزيادة النظر إلى وجه الله تعالى.وهذا قول أبي بكر الصديق وحذيفة بن اليمان وأبي موسى الأشعري.

والثاني: أن الحسنى واحدة من الحسنات، والزيادة مضاعفتها إلى عشر أمثالها، قاله ابن عباس.

الثالث: أن الحسنى حسنة مثل حسنة. والزيادة مغفرة ورضوان، قاله مجاهد.

والرابع: أن الحسنى الجزاء في الآخرة والزيادة ما أعطوا في الدنيا، قاله ابن زيد.

والخامس: أن الحسنى الثواب، والزيادة الدوام، قاله ابن بحر.

ويحتمل سادساً: أن الحسنى ما يتمنونه، والزيادة ما يشتهونه.

{ وَلاَ يَْرهَقُ وَجُوهَهُمْ قَتَرٌ } في معنى يرهق وجهان:

أحدهما: يعلو.

الثاني: يلحق، ومنه قيل غلام مراهق إذا لحق بالرجال.

وفي قوله تعالى: { قَتَرٌ } أربعة أوجه: أحدها: أنه سواد الوجوه، قاله ابن عباس.

الثاني: أنه الحزن، قاله مجاهد.

الثالث: أنه الدخان ومنه قتار اللحم وقتار العود وهو دخانه، قاله ابن بحر.

الرابع: أنه الغبار في محشرهم إلى الله تعالى، ومنه قول الشاعر:

متوجٌ برداء الملك يتبعه   موجٌ ترى فوقه الرايات والقترا
{ وَلاَ ذِلَّةٌ } فيها ها هنا وجهان:

أحدهما: الهوان.

الثاني: الخيبة.