الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ لَمْ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ وَٱلْمُشْرِكِينَ مُنفَكِّينَ حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ ٱلْبَيِّنَةُ } * { رَسُولٌ مِّنَ ٱللَّهِ يَتْلُواْ صُحُفاً مُّطَهَّرَةً } * { فِيهَا كُتُبٌ قَيِّمَةٌ } * { وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَةُ } * { وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ ٱلقَيِّمَةِ }

قال الله تعالى: { لَمْ يَكُنِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَابِ } وهم اليهود والنصارى، { وَٱلْمُشْرِكِينَ } أي: [ومن] المشركين.

وقرأ الأعمش: " والمشركون " عطفاً على محل " الذين كفروا " من الإعراب.

{ مُنفَكِّينَ } منفصلين عن كفرهم { حَتَّىٰ تَأْتِيَهُمُ ٱلْبَيِّنَةُ } وهي محمد صلى الله عليه وسلم الذي بين لهم ضلالهم.

وهذا تنبيهٌ لمن آمن [من] الفريقين على موقع نعمة الله عليهم، بإرسال محمد صلى الله عليه وسلم إليهم.

{ رَسُولٌ مِّنَ ٱللَّهِ } بدل من " البينة " ، { يَتْلُواْ صُحُفاً مُّطَهَّرَةً } يريد: ما تضمّنته الصحف المطهرة من القرآن.

والمراد بتطهيرها: تنزيهها عن الباطل.

{ فِيهَا كُتُبٌ } أي: مكتوبات { قَيِّمَةٌ } مستقيمةٌ عادلةٌ، فاصلة بين الهدى والضلال.

{ وَمَا تَفَرَّقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْكِتَابَ } وهم الذين أقاموا على يهوديّتهم ونصرانيّتهم.

{ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَآءَتْهُمُ ٱلْبَيِّنَةُ } وهي محمد صلى الله عليه وسلم، فإنهم لم يزالوا متّفقين على الإيمان به حتى بُعث، فتفرقوا، فآمن بعضٌ وكفر بعض.

{ وَمَآ أُمِرُوۤاْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ ٱللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ } أي: إلا أن يعبدوا الله. وكذلك هي في قراءة ابن مسعود.

قال الفراء: العرب تجعل اللام في موضع " أنْ ".

والمعنى: وما أمروا في الكتابين إلا أن يعبدوا الله على صفة الإخلاص.

{ حُنَفَآءَ } على ملة إبراهيم { وَيُقِيمُواْ ٱلصَّلاَةَ } على الوجه الذي أُمروا به، { وَيُؤْتُواْ ٱلزَّكَاةَ } على [ما] شرع لهم، { وَذَلِكَ } الذي أُمروا به { دِينُ ٱلقَيِّمَةِ } أي دين الملّة المستقيمة.

ثم ذكر ما للفريقين في تمام السورة.