الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ } * { وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ } * { فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّىٰ } * { لاَ يَصْلَٰهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى } * { ٱلَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّىٰ } * { وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى } * { ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ } * { وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ } * { إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ } * { وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ }

قوله تعالى: { إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَىٰ } قال الزجاج: المعنى: إن علينا أن نبيّن طريق الهدى من طريق الضلال.

{ وَإِنَّ لَنَا لَلآخِرَةَ وَٱلأُولَىٰ } قال مقاتل: مُلْكُ الدنيا والآخرة.

وقيل: ثواب الدارين.

ومعنى { تَلَظَّىٰ }: تتوقَّد وتتوهَّج.

قوله تعالى: { لاَ يَصْلَٰهَآ إِلاَّ ٱلأَشْقَى } [نارٌ] مخصوصة لا يصلاها إلا أشقى الأشقياء؛ كأمية وأبيّ ابنا خلف. ويدل عليه قوله تعالى:ٱلَّذِى يَصْلَى ٱلنَّارَ ٱلْكُبْرَىٰ } [الأعلى: 12].

{ وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى }: أبو بكر الصديق رضي الله عنه.

وبهذه الآية مع انضمام قوله:إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ ٱللَّهِ أَتْقَاكُمْ } [الحجرات: 13] احتج جماعة من صناديد النُظَّار على تفضيل أبي بكر الصديق على غيره بعد النبيين.

وقال الزجاج: وهذه [الآية] التي من أجْلِها زعم أهلُ الإرْجَاء أنه لا يدخل النار إلا كافر، وليس كما ظنوا، هذه نارٌ مخصوصة موصوفةٌ بعينها، [ولأهل النار منازل]. فلو كان [كل] من لا يشرك بالله لا يُعذب، لم يكن في قوله:وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ } [النساء: 48] فائدة.

قال أبو عبيدة: والأشقى بمعنى: الشقي. وأنشد:
تمنى رجال...........    ...................
وقد سبق.

{ وَسَيُجَنَّبُهَا ٱلأَتْقَى } أبو بكر الصديق رضي الله عنه. قال الواحدي: يعني: أبا بكر، في قول الجميع.

ثم وصفه فقال: { ٱلَّذِى يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّىٰ } يطلب أن يكون عند الله [زاكياً]، لا يطلب رياء ولا سمعة.

ولا محل لقوله: " يتزكى " من الإعراب إن جعلته بدلاً من " يؤتي "؛ لأنه داخل في حكم الصلة. وإن جعلته حالاً فمحله: النصب.

قوله تعالى: { وَمَا لأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَىٰ } أي: لم يفعل ذلك مجازاة لِيَدٍ أُسديت إليه.

وروى عطاء عن ابن عباس: أن أبا بكر لما اشترى بلالاً بعد أن كان يُعَذَّبُ، قال المشركون: ما فعل هذا إلا لِيَدٍ كانت لبلال عنده، فنزلت هذه الآية.

قوله تعالى: { إِلاَّ ٱبْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ ٱلأَعْلَىٰ } استثناء منقطع.

{ وَلَسَوْفَ يَرْضَىٰ } أبو بكر الصديق، لما ينال في الجنة من الكرامة عند الله تعالى، والزلفى لديه.