قوله تعالى: { وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ } يجوز أن يراد السورة بتمامها، ويجوز أن يراد بعضها. والمعنى: وإذا أنزلت سورة تأمرهم بالإيمان والجهاد. قال مقاتل: هي براءة. والأظهر: إطلاقها في كل سورة تشمل على الأمر بالإيمان والجهاد. { أَنْ آمِنُواْ } هي " أَنْ " المفسِّرة، ثم إن كان الخطاب للمنافقين، فالمعنى: آمنوا بقلوبكم، وإلا فالمراد: اثبتوا على الإيمان، أو افعلوا فعل المؤمنين { ٱسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ مِنْهُمْ } وهم ذوو اليسار الذين لا عذر لهم في التخلف، { وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُنْ مَّعَ ٱلْقَاعِدِينَ } من ذوي الأعذار. فوبخهم الله تعالى بقوله: { رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ } وهي النساء، أو الخساس الأدنياء. قال ابن الأنباري: العرب تجمع فاعلة فواعل فيقولون: ضاربة وضوارب، وشاتمة وشواتم، ولا يجمعون فاعلاً فواعل إلا في حرفين، فوارس وهوالك. وقال غيره: لا يجمع فاعل على فواعل إلا في الشعر أو قليل من الكلام. { وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } قال ابن عباس: بالنفاق. { فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } ما في الجهاد من المثوبة، وفي التخلف عنه من العقوبة.