الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُواْ بِٱللَّهِ وَجَاهِدُواْ مَعَ رَسُولِهِ ٱسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُنْ مَّعَ ٱلْقَاعِدِينَ } * { رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ }

قوله تعالى: { وَإِذَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ } يجوز أن يراد السورة بتمامها، ويجوز أن يراد بعضها. والمعنى: وإذا أنزلت سورة تأمرهم بالإيمان والجهاد.

قال مقاتل: هي براءة.

والأظهر: إطلاقها في كل سورة تشمل على الأمر بالإيمان والجهاد.

{ أَنْ آمِنُواْ } هي " أَنْ " المفسِّرة، ثم إن كان الخطاب للمنافقين، فالمعنى: آمنوا بقلوبكم، وإلا فالمراد: اثبتوا على الإيمان، أو افعلوا فعل المؤمنين { ٱسْتَأْذَنَكَ أُوْلُواْ ٱلطَّوْلِ مِنْهُمْ } وهم ذوو اليسار الذين لا عذر لهم في التخلف، { وَقَالُواْ ذَرْنَا نَكُنْ مَّعَ ٱلْقَاعِدِينَ } من ذوي الأعذار.

فوبخهم الله تعالى بقوله: { رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ ٱلْخَوَالِفِ } وهي النساء، أو الخساس الأدنياء.

قال ابن الأنباري: العرب تجمع فاعلة فواعل فيقولون: ضاربة وضوارب، وشاتمة وشواتم، ولا يجمعون فاعلاً فواعل إلا في حرفين، فوارس وهوالك.

وقال غيره: لا يجمع فاعل على فواعل إلا في الشعر أو قليل من الكلام.

{ وَطُبِعَ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ } قال ابن عباس: بالنفاق.

{ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ } ما في الجهاد من المثوبة، وفي التخلف عنه من العقوبة.