الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم قُلِ ٱسْتَهْزِءُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ مَّا تَحْذَرُونَ }

قوله: { يَحْذَرُ ٱلْمُنَافِقُونَ أَن تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِم } قال الحسن وقتادة: هذا إخبار من الله عن حالهم.

وقال الزجاج وغيره: هو أمر من الله لهم بالتحذر. المعنى: ليحذر المنافقون.

قال ابن الأنباري: العرب ربما أخرجت الأمر إلى لفظ الخبر، فيقولون: يرحم الله المؤمن ويعذب الكافر.

قال صاحب الكشاف: والضمير في " عليهم " و " تنبئهم " للمؤمنين، و " في قلوبهم " للمنافقين. وصح ذلك؛ لأن المعنى يقود إليه.

ويجوز أن تكون الضمائر للمنافقين؛ لأن السورة إذا نزلت في معناهم فهي نازلة عليهم.

ومعنى: " تنبئهم بما في قلوبهم " كأنها تقول لهم: في قلوبكم كيت وكيت، يعني: أنها تذيع أسرارهم عليهم حتى [يسمعوها] مذاعة، وكأنها تخبرهم بها.

قال مجاهد: كانوا يعيبون رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون: عسى الله أن لا يفشي سرنا، فنزلت هذه الآية.

قال السدي: قال بعض المنافقين: وددت أني جلدت مائة جلدة ولا ينزل فينا شيء فيفضحنا، فنزلت هذه الآية.

وقال ابن كيسان: " نزلت هذه الآية في اثني عشر رجلاً من المنافقين وقفوا لرسول الله صلى الله عليه وسلم على العقبة ليفتكوا به إذا علاها ومعهم رجل مسلم يخفيهم شأنه، فأخبر جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك وأمره أن يرسل إليهم من يضرب وجوه رواحلهم، وعمار بن ياسر يقود برسول الله صلى الله عليه وسلم، وحذيفة يسوق به، فقال لحذيفة: اضرب وجوه رواحلهم، فضربها حتى [نحاها]. فلما نزل قال لحذيفة: من عرفت من القوم؟ قال: لم أعرف منهم أحداً، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإنهم فلان وفلان، حتى عدهم كلهم. فقال حذيفة: ألا تبعث إليهم فتقتلهم؟ فقال: أكره أن تقول العرب: لما ظفر بأصحابه أقبل يقتلهم، بل يكفيناهم الله بالدبيلة. قيل: يا رسول الله، ما الدبيلة؟ قال: شهاب من جهنم يضعه الله على نياط فؤاد أحدهم حتى تزهق نفسه، فكان كذلك " ونزلت هذه الآية.

{ قُلِ ٱسْتَهْزِءُوۤاْ } وعيد وتهديد لهم، { إِنَّ ٱللَّهَ مُخْرِجٌ } أي: مظهر ومبين لرسوله وللمؤمنين { مَّا تَحْذَرُونَ } إظهاره من نفاقكم.