الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ } * { وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤْتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَاغِبُونَ }

قوله تعالى: { وَمِنْهُمْ مَّن يَلْمِزُكَ فِي ٱلصَّدَقَاتِ } وهو ذو الخويصرة التميمي، ويقال: ابن ذي الخويصرة، ويقال: أبو الخواصر، وهو أصل الخوارج، قال للنبي صلى الله عليه وسلم وهو يقسم قسماً: " اعدل فإنك لم تعدل، فقال: ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل؟! فنزلت هذه الآية ".

قرأ الأكثرون: " يَلْمِزُكَ " بكسر الميم. وقرأتُ على شيخنا أبي البقاء عبدالله بن الحسين ليعقوب الحضرمي ولابن كثير من رواية نظيف عن قنبل عنه، ولعاصم من رواية أبان عنه، ولأبي عمرو من رواية القزاز عن عبدالوارث عنه: " يَلْمُزُكَ " بضم الميم، و " يلمُزون " [التوبة: 79] ولا [ " تلمُزوا " ] [الحجرات: 11] بضم الميم فيهن.

والمعنى: ومنهم من يُعَنِّيكَ ويطعن عليك. يقال: لمزت فلاناً وهمزته بمعنى. قال الشاعر:
إِذا لَقِـيتُكَ تُبْدِي لي مُكَاشَرَةً    وَإنْ تَغَيَّبْتُ كُنْتَ الْهَامِزَ اللُّـمَزَهْ
قال الضحاك: كان المؤمنون يرضون بما أعطوا ويحمدون الله عليه، وأما المنافقون فإن أُعطوا كثيراً فرحوا، وإن أعطوا قليلاً سخطوا، فذلك قوله: { فَإِنْ أُعْطُواْ مِنْهَا رَضُواْ وَإِن لَّمْ يُعْطَوْاْ مِنهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ }.

{ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوْاْ مَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُ } أي: قنعوا بما أعطاهم الله قضاء وتقديراً، ورسوله قسماً، { وَقَالُواْ حَسْبُنَا ٱللَّهُ سَيُؤْتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ } ما نحتاج إليه، { إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَاغِبُونَ } في الزيادة وسعة الرزق، التقدير: لكان خيراً لهم وأعود عليهم، فحذف الجواب للعلم به.