الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا فِي ٱلْحَيَٰوةِ ٱلدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَٰفِرُونَ } * { وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } * { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ }

{ فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ } معنى الإعجاب: السرور [بما] يتعجب منه.

والمعنى: لا تستحسن ما أنعمنا به عليهم من الأموال والأولاد، كما قال في موضع آخر:لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ } [الحجر: 88].

{ إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا } أي: بالأموال، وذلك بالتعب في جمعها وحفظها وتثميرها، والخوف عليها والمصائب فيها، وأخذ الزكوات والنفقات منها في الغزاة وغير ذلك.

وقال ابن عباس رضي الله عنه ومجاهد وقتادة: في الآية تقديم وتأخير، تقديره: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة.

{ وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ } يقال: زهقت الخيل: خرجت عن الحلبة، وزهق السهم؛ إذا جاوز الهدف. فالمعنى: وتخرج أرواحهم وهم على الكفر.

قوله تعالى: { وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ } يعني: المنافقين، { إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ } يعني: في الدين، { وَمَا هُم مِّنكُمْ } لأنهم يضمرون من الكفر خلاف ما يظهرون من الإيمان، { وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } أي: يخافون القتل، فلذلك يحلفون لكم إنهم لمنكم وما هم منكم.

{ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً } مكاناً يلجؤون إليه، { أَوْ مَغَارَاتٍ } وهو الموضع الذي يغور فيه الإنسان، ومنه: غَارَ الماء.

قال ابن عباس: يعني: سراديب.

{ أَوْ مُدَّخَلاً } يعني: مكاناً يدخلون فيه، أو قوماً يدخلون في غمارهم. وأصله: " مدتخلاً " فأبدلوا من التاء دالاً وأدغموا فيه الأولى.

وقرأتُ ليعقوب الحضرمي: " مَدْخلاً " بفتح الميم والتخفيف.

{ لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ } يسرعون إسراعاً لا يردهم شيء، ومنه: الفرس الجَمُوح، وهو الذي إذا حَمَلَ لم يَرُدُّه اللجام.