{ فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَٰلُهُمْ وَلاَ أَوْلَـٰدُهُمْ } معنى الإعجاب: السرور [بما] يتعجب منه. والمعنى: لا تستحسن ما أنعمنا به عليهم من الأموال والأولاد، كما قال في موضع آخر:{ لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَىٰ مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ } [الحجر: 88]. { إِنَّمَا يُرِيدُ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِهَا } أي: بالأموال، وذلك بالتعب في جمعها وحفظها وتثميرها، والخوف عليها والمصائب فيها، وأخذ الزكوات والنفقات منها في الغزاة وغير ذلك. وقال ابن عباس رضي الله عنه ومجاهد وقتادة: في الآية تقديم وتأخير، تقديره: فلا تعجبك أموالهم ولا أولادهم في الحياة الدنيا إنما يريد الله ليعذبهم بها في الآخرة. { وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ } يقال: زهقت الخيل: خرجت عن الحلبة، وزهق السهم؛ إذا جاوز الهدف. فالمعنى: وتخرج أرواحهم وهم على الكفر. قوله تعالى: { وَيَحْلِفُونَ بِٱللَّهِ } يعني: المنافقين، { إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ } يعني: في الدين، { وَمَا هُم مِّنكُمْ } لأنهم يضمرون من الكفر خلاف ما يظهرون من الإيمان، { وَلَـٰكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ } أي: يخافون القتل، فلذلك يحلفون لكم إنهم لمنكم وما هم منكم. { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً } مكاناً يلجؤون إليه، { أَوْ مَغَارَاتٍ } وهو الموضع الذي يغور فيه الإنسان، ومنه: غَارَ الماء. قال ابن عباس: يعني: سراديب. { أَوْ مُدَّخَلاً } يعني: مكاناً يدخلون فيه، أو قوماً يدخلون في غمارهم. وأصله: " مدتخلاً " فأبدلوا من التاء دالاً وأدغموا فيه الأولى. وقرأتُ ليعقوب الحضرمي: " مَدْخلاً " بفتح الميم والتخفيف. { لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ } يسرعون إسراعاً لا يردهم شيء، ومنه: الفرس الجَمُوح، وهو الذي إذا حَمَلَ لم يَرُدُّه اللجام.