الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } * { وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَىٰ رِجْسِهِمْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ } * { أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ } * { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ ٱنصَرَفُواْ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }

قوله تعالى: { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ } أي: فمن المنافقين { مَّن يَقُولُ } أي: يقول بعضهم لبعض إنكاراً واستهزاءً وتهكماً بالمؤمنين { يُّكُمْ زَادَتْهُ هَـٰذِهِ إِيمَاناً } قال الله تعالى: { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ } يعني: صدقوا تصديقاً لا مرية فيه ولا فرية تعتريه { فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً }؟ تصديقاً ويقيناً.

وقيل: المعنى: فزادتهم عملاً ازدادوا به إيماناً { وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ } بنزولها.

{ وَأَمَّا ٱلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ } شرك وشكّ { فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَىٰ رِجْسِهِمْ } أي: كُفْراً منضماً إلى كفرهم { وَمَاتُواْ وَهُمْ كَافِرُونَ }.

قوله تعالى: { أَوَلاَ يَرَوْنَ } يعني: المنافقين.

وقرأ حمزة ويعقوب: " تَرَوْنَ " بالتاء على المخاطبة للمؤمنين.

{ أَنَّهُمْ } يعني المنافقين { يُفْتَنُونَ } بالمرض والقحط وغيرهما من أنواع البلاء.

وقال ابن عباس: " يفتنون " أي: ينافقون ثم يؤمنون ثم ينافقون.

وقال قتادة: يفتنون بالجهاد.

{ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ } من نفاقهم { وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ } أي: يتعظون بذلك.

قوله تعالى: { نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ } قال ابن عباس: كانت إذا نزلت السورة فيها عيب المنافقين خطبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرّض بهم في خطبته؛ شق ذلك عليهم، ونظر بعضهم إلى بعض يودّون الهرب من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلين: { هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ } من المؤمنين إن تسللتم، فإن لم يرهم أحد خرجوا من المسجد، فذلك قوله: { ثُمَّ ٱنصَرَفُواْ } على عزم التكذيب بمحمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به.

قال الزجاج: وجائز أن يكونوا ينصرفون عن المكان الذي استمعوا فيه.

{ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم } قال الفراء: هو دعاء عليهم.

ويجوز عندي: أن يكون ذلك إخباراً عنهم أن الله جازاهم على انصرافهم بالإضلال عن الهدى.

{ بِأَنَّهُمْ } أي: بسبب أنهم { وْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } أي: لا يفهمون الحق ولا يتدبرونه.