الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ٱلتَّائِبُونَ ٱلْعَابِدُونَ ٱلْحَامِدُونَ ٱلسَّائِحُونَ ٱلرَّاكِعُونَ ٱلسَّاجِدونَ ٱلآمِرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ وَٱلْحَافِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِ وَبَشِّرِ ٱلْمُؤْمِنِينَ }

قوله تعالى: { ٱلتَّائِبُونَ } [رفعٌ] على المدح، أي: هم التائبون.

قال الزمخشري: وتدل عليه قراءة ابن مسعود وأبيّ: " التائبين " و " الحافظين " نصباً على المدح. ويجوز أن يكون صفة للمؤمنين.

وقال الزجاج: هو رفع بالابتداء، وخبره مضمر تقديره: التائبون العابدون لهم الجنة أيضاً وإن لم يجاهدوا.

وقيل: " التائبون " بدل من الضمير في " يقاتلون ".

ويجوز أن يكون مبتدأ، خبره " العابدون " ، وما بعده خبر بعد خبر.

قال ابن عباس: التائبون: الرّاجعون عن الشرك.

و { ٱلْعَابِدُونَ } المطيعون لله بالعبادة.

وقال سعيد بن جبير: العابدون: الموحدون.

{ ٱلْحَامِدُونَ } لله على كل حال.

قال الزجاج: { ٱلسَّائِحُونَ } في قول أهل التفسير واللغة جميعاً: الصائمون، قال: مذهب الحسن أنهم الذين يصومون الفرض. وقد قيل: إنهم الذين يديمون الصيام.

قال: وقول الحسن في هذا أبْيَن.

فإن قيل: لم سُمِّيَ الصائم سائحاً؟

قلت: لتشبيهه بالسائح في امتناعه من شهواته.

فإن قيل: هل قيل في السائحين غير ذلك؟

قلت: قد روي عن عطاء: أنهم الغزاة.

وعن عكرمة: أنهم طلاب العلم.

وعن ابن زيد: أنهم المهاجرون.

قوله تعالى: { ٱلرَّاكِعُونَ ٱلسَّاجِدونَ } يريد: المصلين، { ٱلآمِرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ } وهو الإيمان. وقيل: كل معروف.

{ وَٱلنَّاهُونَ عَنِ ٱلْمُنكَرِ } الكفر. وقيل: كل منكر.

{ وَٱلْحَافِظُونَ لِحُدُودِ ٱللَّهِ } وهم القائمون بأمره.