قوله تعالى: { وَآخَرُونَ مُرْجَئُون } وقرأ نافع وأهل الكوفة إلا أبا بكر: " مُرْجَوْنَ " بغير همز. والأولى من أَرْجَأْتُهُ، والثانية من أَرْجَيْتُهُ، وهما بمعنى التأخير -كما سبق-. والمعنى: وآخرون من المتخلفين مرجون لأمر الله ليقضي الله فيهم ما هو قاض، وهم الثلاثة الذين خُلِّفُوا. { إِمَّا يُعَذِّبُهُمْ وَإِمَّا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ } قال الزجاج: " إما " لأحد الشيئين، والله عالم بما يكون وبما يصير إليه أمرهم، إلا أن هذا لأولئك الذين خوطبوا بما يعلمون. فالمعنى: ليكن أمرهم عندكم على هذا في الخوف والرجاء. والمعنى: إما يعذبهم إن بقوا على الإصرار، وإما يتوب عليهم إن تداركوا دينهم بالتوبة والاستغفار. { وَٱللَّهُ عَلِيمٌ } بمآلهم { حَكِيمٌ } في إرجائهم وإمهالهم.