الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلْفَجْرِ } * { وَلَيالٍ عَشْرٍ } * { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } * { وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } * { هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ } * { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ } * { إِرَمَ ذَاتِ ٱلْعِمَادِ } * { ٱلَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي ٱلْبِلاَدِ } * { وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخْرَ بِٱلْوَادِ } * { وَفِرْعَوْنَ ذِى ٱلأَوْتَادِ } * { ٱلَّذِينَ طَغَوْاْ فِي ٱلْبِلاَدِ } * { فَأَكْثَرُواْ فِيهَا ٱلْفَسَادَ } * { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ } * { إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلْمِرْصَادِ }

قال الله تعالى: { وَٱلْفَجْرِ } قال ابن فارس: الفَجْر: انفِجارُ الظُّلمة عن الصُّبح، وانفَجَرَ الماء: [تَفَتَّحَ].

والظاهر أن القَسَم به، كما أقسَم بالصبح في قوله:وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ } [المدثر: 34].

وقال عطية: فيه إضمار، تقديره: وصلاة الفجر.

والأول أصح.

قال ابن عباس: هو انفجار الصبح كل يوم.

وقال مجاهد: يوم النحر.

وقال قتادة: هو أول يوم من المحرم، تنفجر منه السنة.

وقال الضحاك: فجر ذي الحجة، لقوله: { وَلَيالٍ عَشْرٍ } يريد: عشر ذي الحجة، في قول جمهور المفسرين.

وروى أبو ظبيان عن ابن عباس: أنه العشر الآخر من رمضان.

وقال يمان: عشر المحرم.

فإن قيل: لم نكّر الليالي العشر؟

قلتُ: لموضع اختصاصها بزيادة الفضيلة.

قوله تعالى: { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } قرأ حمزة والكسائي: " والوِتْر " بكسر الواو، وفتحها الباقون. وهما لغتان.

وللمفسرين في الشفع والوتر عشرون قولاً، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك أيضاً روايات: منها: ما أخرجه الترمذي من حديث عمران بن حصين: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن الشفع والوتر فقال: هي الصلاة، بعضُها شفع وبعضها وتر " ، وهو اختيار قتادة.

وروى أبو أيوب الأنصاري: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سُئل عن قوله: { وَٱلشَّفْعِ وَٱلْوَتْرِ } فقال: الشفع يوم عرفة ويوم الأضحى، والوتر ليلة النحر ".

وروى جابر بن عبدالله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " الشفع يوم النحر، والوتر يوم عرفة ".

ويقع لي والله أعلم في هذا الحديث: أن يوم النحر سمي شفعاً؛ لأنه يُشفع بليلة النحر، فهي مماثلة له في الفضيلة. وهذا قول عكرمة والضحاك.

وقال أبو صالح: الشفع: الخلق كله، والوتر: الله عز وجل.

وقيل: الوتر: آدم شُفِعَ بزوجته حواء. وهذه الأقوال [الثلاثة] مروية عن ابن عباس.

وقال ابن زيد: الشفع والوتر: الخلق كله، منه شفعٌ ومنه وتر.

وقيل غير ذلك، مما لا طائل في حكايته.

قوله تعالى: { وَٱلَّيلِ إِذَا يَسْرِ } أثبت الياء في الحالين: ابن كثير، ووافقه في الوصل: نافع وأبو عمرو، وحذفها الباقون في الحالين اكتفاء بالكسرة. وهي اختيار الزجاج؛ لأنها فواصل، والفواصل تحذف منها الياءات، وتدل عليها الكسرات.

والمعنى: إذا يسري ذاهباً مدبراً، كقوله:وَٱللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ } [المدثر: 33]، وقوله:هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِّذِى حِجْرٍ } [التكوير: 17].

وقال قتادة: إذا يسري مقبلاً.

والأول أصح، وعليه جمهور المفسرين، وهو اختيار الزجاج.

قوله تعالى: { هل في ذلك قسم لذي حِجْر } أي: هل فيما أقسمت به قسم لذي عقل. وسمي العقل حِجْراً؛ لأنه يحجر صاحبه عن الوقوع في المهالك وفيما لا ينبغي.

والاستفهام بمعنى التقرير.

قال الزمخشري: والمقسم عليه محذوف، وهو " لتعذبن " ، يدل عليه قوله: { أَلَمْ تَرَ } [إلى قوله]: { فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ }.

السابقالتالي
2 3 4