الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ } * { لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ } * { فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } * { لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً } * { فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ } * { فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ } * { وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ } * { وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ } * { وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ }

قوله تعالى: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ } أي: ذات بهجة وحُسن.

{ لِّسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ } أي: راضية [بعملها] حين شاهدت ما أفضى بهم إليه من الكرامة.

{ فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ } في المكان والمقدار.

{ لاَّ تَسْمَعُ فِيهَا لاَغِيَةً } قرأ ابن كثير وأبو عمرو: " يُسْمَعُ " بياء مضمومة، " لاغيةٌ " بالرفع. ومثلهما قرأ نافع، غير أنه قرأ: " تُسْمَعُ " بالتاء؛ لتأنيث " لاغية ". وقرأ الباقون: بتاء مفتوحة، " لاغيةً " بالنصب.

والمعنى: لا تسمع فيها كلمة ذات لغو، أو نفساً لاغية، فإن أهل الجنة مُنزَّهون عن العبث.

قوله تعالى: { فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ } أي: عيون كثيرة، فهو مثل قوله:عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّآ أَحْضَرَتْ } [التكوير: 14]، وقد سبق.

{ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ } قال ابن عباس: ألواحُها من ذهب، مكللةٌ بالزبرجد والدرّ والياقوت، مرتفعة ما لم يجيء أهلها، فإذا أراد أن يجلس عليها تواضعت له حتى يجلس عليها، ثم ترتفع إلى موضعها.

{ وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ } كلما أرادوها وجدوها عتيدة حاضرة عندهم.

وقيل: موضوعة على حافات العيون.

{ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ } أي: وسائد ومساند قد صُفَّ بعضها إلى بعض، أينما أراد أن يجلس جلس على مِسْوَرَة، واستند إلى أخرى.

وواحدة النمارق: " نُمْرُقة " بضم النون والراء.

وسمع الفراء من بعض العرب: " نِمْرِقة " بكسرهما.

{ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } أي: مبسوطة ومفرَّقة في المجالس.

والزرابي: الطَّنَافس ذوات الخمل الرقيق، الواحدة: زَرْبِيَّة.

قال المفسرون: لما نعت الله ما في الجنة عَجِبَ كفار قريش من ذلك، فذكَّرهم من عجائب مخلوقاته مما يشاهدونه، أو هو حاضر عندهم، عتيد لديهم، ليعتبروا الغائب بالشاهد، فقال تعالى: { أَفَلاَ يَنظُرُونَ إِلَى ٱلإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ }.