الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ } * { وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } * { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } * { وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ } * { إِنَّهُمْ يَكِيدُونَ كَيْداً } * { وَأَكِيدُ كَيْداً } * { فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً }

قوله تعالى: { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلرَّجْعِ } يريد: المطر.

قال الزجاج: سمي بذلك؛ لأنه يجيء ويرجع ويتكرر.

وقال الزمخشري: العرب كانوا يزعمون أن السحاب يحمل الماء من بحار الأرض، ثم يُرجعه إلى الأرض، أو أرادوا التفاؤل فسموه رَجْعاً ليرجع.

{ وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } قال المفسرون واللغويون: تتصدَّع عن النبات والأشجار.

وجواب القسم: { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } يريد: القرآنُ يَفصل بين الحق والباطل.

{ وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ } أي: هو جِدٌّ محضٌ، لا هوادة فيه.

وقيل: الضمير في قوله: " إنه لقول " كناية عن الوعيد المتقدم ذكره.

قوله تعالى: { إِنَّهُمْ } يعني: كفار قريش { يَكِيدُونَ كَيْداً } يعملون المكايد في إبطال أمري، وإطفاء النور الذي بَعثتُ به رسولي.

{ وَأَكِيدُ كَيْداً } أستدرجهم من حيث لا يعلمون.

{ فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ } ارتقبهم منتظراً ما أُحِلَّ بهم في الدنيا من العذاب والصَّغار، فظهر ذلك في يوم بدر وغيره، حتى استأصل الله تعالى شأفتهم، وأسكت نامتهم.

{ أَمْهِلْهُمْ رُوَيْداً } أي: إمهالاً يسيراً. و " رويداً " نصبٌ على المصدر.

قال ابن قتيبة: لا يُتكلم برويداً إلا مُصغّرة مأموراً بها، وجاءت في الشعر بغير تصغير في غير [معنى] الأمر.

وأنشد الكسائي:
تكادُ لا تَكْلِمُ البطحاءَ خُطْوَتُهُ   كأنه ثَمِلٌ يمشي على رُود
وبعض المفسرين يقول: الإمهال منسوخ بآية السيف. ولا مدخل للنسخ هاهنا، على ما قررنا في غير موضع. [والله أعلم].