الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } * { وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } * { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } * { قُتِلَ أَصْحَابُ ٱلأُخْدُودِ } * { ٱلنَّارِ ذَاتِ ٱلْوَقُودِ } * { إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ } * { وَهُمْ عَلَىٰ مَا يَفْعَلُونَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ } * { وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِٱللَّهِ ٱلْعَزِيزِ ٱلْحَمِيدِ } * { ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ وَٱللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ } * { إِنَّ ٱلَّذِينَ فَتَنُواْ ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ ٱلْحَرِيقِ }

قال الله تعالى: { وَٱلسَّمَآءِ ذَاتِ ٱلْبُرُوجِ } ، وهي البروج الاثنا عشر. وقد ذكرناها في الحجر.

{ وَٱلْيَوْمِ ٱلْمَوْعُودِ } يوم القيامة.

وفي قوله: { وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ } أقوال كثيرة، أشهرها وأولاها: ما روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " اليوم الموعود: يوم القيامة، والشاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوم عرفة " وهو مخرج في الترمذي.

وإلى هذا القول ذهب علي عليه السلام، وابن عباس في بعض الروايات عنه، وهو قول أكثر المفسرين.

قال بعضهم: سمي يومُ الجمعة شاهداً؛ لأنه يشهد على كل عامل بما عمل فيه، وسمي يوم عرفة مشهوداً؛ لأن الناس يشهدون فيه [موسم] الحج، وتشهده الملائكة.

أخبرنا أبو الحسن المؤيد بن محمد الطوسي في كتابه قال: أخبرنا عبدالجبار بن أحمد بن محمد [الخواري]، أخبرنا علي بن أحمد النيسابوري، أخبرنا أبو إسحاق المقرئ - يعني: الأستاذ الثعلبي صاحب التفسير- قال: أخبرنا الحسين بن محمد أبو عبدالله الحافظ، حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان، حدثنا إبراهيم بن سهلويه، حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثنا مالك بن ضيغم الراسبي، حدثنا أبو سهل المنذراني، عن خباب، عن رجل قال: دخلت مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا برجل يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس حوله، فقلت: أخبرني عن شاهد ومشهود؟ قال: نعم، أما الشاهد فيوم الجمعة، وأما المشهود فيوم [عرفة].

فجُزْتُه إلى آخَرَ يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أخبرني عن شاهد ومشهود؟ قال: نعم، أما الشاهد فيوم الجمعة، [وأما] المشهود يوم النحر.

فجُزْتُهما إلى غلام كأنّ وجهه الدينار، وهو يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقلت: أخبرني عن شاهد ومشهود؟ قال: نعم، أما الشاهد فمحمد صلى الله عليه وسلم، وأما المشهود فيوم القيامة، أما سمعته يقول:يٰأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرْسَلْنَٰكَ شَٰهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً } [الأحزاب: 45]، وقال عز وجل:ذٰلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ ٱلنَّاسُ وَذَٰلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ } [هود: 103].

فسألتُ عن الأول فقالوا: ابن عباس، وسألتُ عن الثاني فقالوا: ابن عمر، وسألت عن الثالث فقالوا: الحسن بن علي عليهم السلام.

قلتُ: وهذا القول المروي عن الحسن بن علي رواه ميمون [بن] مهران عن ابن عباس.

وروى الوالبي عنه: أن الشاهد: هو الله تعالى، والمشهود: يوم القيامة.

وقال سعيد بن جبير: الشاهد: هو الله تعالى، والمشهود: بنو آدم.

وقال الحسين بن الفضل: الشاهد: هذه الأمة، والمشهود: جميع الأمم. ودليله قوله:لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ } [البقرة: 43].

وقال [الترمذي]: الشاهد: الحفظة، والمشهود: بنو آدم.

وقيل: الحجر الأسود والحجيج.

وقال صاحب الكشاف: وشاهدٍ في ذلك اليوم -يعني: يوم القيامة-، ومشهودٍ فيه، والمراد بالشاهد: من يشهد فيه من الخلائق كلهم؛ وبالمشهود: ما في ذلك اليوم من عجائبه.

السابقالتالي
2 3 4 5