الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ ذَلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْكَبِيرُ } * { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ } * { إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ وَيُعِيدُ } * { وَهُوَ ٱلْغَفُورُ ٱلْوَدُودُ } * { ذُو ٱلْعَرْشِ ٱلْمَجِيدُ } * { فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ } * { هَلُ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْجُنُودِ } * { فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ } * { بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي تَكْذِيبٍ } * { وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِمْ مُّحِيطٌ } * { بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ } * { فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ }

قوله تعالى: { إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ } أي: إن أخذه الجبابرة والظَّلَمَة بالعنف { لَشَدِيدٌ }.

{ إِنَّهُ هُوَ يُبْدِىءُ } الخلق في الدنيا { وَيُعِيدُ } هم في الأخرى.

{ وَهُوَ ٱلْغَفُورُ } لذنوب المؤمنين { ٱلْوَدُودُ } المحبّ لهم أو المتحبّب إليهم.

وقد فسرنا الودود في هود.

{ ذُو ٱلْعَرْشِ } صاحبه.

قرأ حمزة والكسائي: " المجيدِ " بالجر، صفة العرش، يشير إلى علوّه وعِظَمِه. وقرأ الباقون: " المجيدُ " بالرفع، صفة لذو العرش. وهو أشبه؛ لأن المجيد لم يُسمع في غير صفة الله تعالى.

{ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ } فلا يُسأل عما يَفعل من تسليط الكافرين على المؤمنين وغيره.

وقال عطاء: لا يَعْجِزُ عن شيء يريدُه.

قوله تعالى: { هَلُ أَتَاكَ حَدِيثُ ٱلْجُنُودِ } وهم الذين تجنّدوا وتحزّبوا على أولياء الله.

{ فِرْعَوْنَ وَثَمُودَ } بدلٌ من " الجنود ".

والمعنى: قد عرفت تكذيبهم للرسل وما نزل بهم لتكذيبهم.

{ بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } من قومك { فِي تَكْذِيبٍ } يريد: في أيّ تكذيب.

وفي ضمن ذلك تسليةٌ للنبي صلى الله عليه وسلم، وتخويفٌ لكفار قريش، ألا تراه يقول: { وَٱللَّهُ مِن وَرَآئِهِمْ } يريد: لا يفوتونه إذا طلبهم، أو لا يَخْفَوْن عليه.

{ بَلْ هُوَ } إشارة إلى الذين كَذَّبُوا به { قُرْآنٌ مَّجِيدٌ } كريم عظيم عال على سائر الكتب؛ بما اشتمل عليه من البلاغة والحِكم والأحكام والإخبار بما كان ويكون، لا كما قالوا: سحر، وكهانة، وأساطير الأولين.

وقرأ جماعة، منهم: أبو العالية، وأبو الجوزاء، وأبو عمران، وابن السميفع: " قرآنُ " بغير تنوين، " مجيدٍ " بالجر على الإضافة.

{ فِي لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ } عند الله، محروسٍ من الشياطين.

وقرأ نافع: " محفوظٌ " بالرفع، صفة لـ " قرآن " ، كما قال:إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ } [الحجر: 9].

وقرأ [يحيى] بن يعمر: " في لُوحٍ " بضم اللام. واللُّوح: الهواء. يريد [والله] أعلم: ما فوق السماء السابعة.

وقال الثعلبي -في هذه القراءة-: المعنى: أنه يلوح، وهو ذو نور وعلو وشرف. والله تعالى أعلم.