الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } * { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } * { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } * { وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ } * { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ } * { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ } * { فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَـٰبَهُ بِيَمِينِهِ } * { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } * { وَيَنقَلِبُ إِلَىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } * { وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَٰبَهُ وَرَآءَ ظَهْرِهِ } * { فَسَوْفَ يَدْعُواْ ثُبُوراً } * { وَيَصْلَىٰ سَعِيراً } * { إِنَّهُ كَانَ فِيۤ أَهْلِهِ مَسْرُوراً } * { إِنَّهُ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ } * { بَلَىٰ إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيراً }

قال الله تعالى: { إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتْ } قال علي عليه السلام: تنشق السماء من المجرّة.

قال المفسرون: انشقاقُها من علامات الساعة. وذلك مذكور في مواضع من كتاب الله.

فإن قيل: أين جواب " إذا "؟

قلتُ: المختار عند المحققين أنه محذوف؛ ليذهب الذهن [إلى] كل مذهب من أنواع الأهوال.

قال بعضهم: حذف الجواب اكتفاء بما عُلم في [نظيرتيهما]، وهما التكوير والانفطار.

وقيل: جوابها ما دلّ عليه قوله: { فَمُلاَقِيهِ }. أي: إذا السماء انشقت لاقى الإنسان كَدْحَه. وهو اختيار الزجاج.

وقال المبرد: في الكلام تقديم وتأخير، تقديره: يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه إذا السماء انشقت.

قوله تعالى: { وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } أي: استمعت له، ومنه قوله عليه السلام: " ما أَذِنَ الله لشيء كإذنه لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن ".

ومنه قول الشاعر:
صُمٌّ إذا سَمِعُوا خيراً ذُكرتُ به   وإن ذُكرتُ بِشَرٍّ عندهمْ أَذِنُوا
ومعنى الآية: أطاعت ربها في الانشقاق، وحقّ لها أن تطيعه.

قوله تعالى: { وَإِذَا ٱلأَرْضُ مُدَّتْ } قال ابن عباس: تُمَدُّ مَدَّ الأديم، ويُزاد في سعتها.

قال مقاتل: لا يبقى عليها بناء ولا جبل إلا دخل فيها.

{ وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا } من الموتى والكنوز { وَتَخَلَّتْ } مما في باطنها من ذلك.

{ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا } في إلقاء ما في باطنها وتخلّيها منه { وَحُقَّتْ } بأن تأذن له.

قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاَقِيهِ } قال الزجاج: الكَدْحُ في اللغة: السَّعي والدُّؤوب في العمل في [باب] الدنيا وفي باب الآخرة.

قال تميم بن مقبل:
وما الدَّهْرُ إلا تَارتان فمنهُما   أموتُ [وأخرى] أبتغي العيشَ أكْدَحُ
أي: فتارة أسعى في طلب العيش وأدأب.

وقال مقاتل: إنك ساعٍ إلى ربك سعياً.

وقال ابن عباس وقتادة وعامة المفسرين: إنك عامل لربك عملاً.

وقال ابن قتيبة: فيه إضمار، تقديره: إلى لقاء ربك فَمُلاقٍ ربك.

وقيل: فَمُلاق عملك، وهو الكدح.

وابن كثير يصل الهاء في " فملاقيه " بياء. وقد ذكرنا علة ذلك فيما مضى.

قوله تعالى: { فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً } أي: سهلاً.

قالت عائشة رضي الله عنها: هو أن يُعَرَّفَ ذنوبه ثم يَتجاوز عنه.

أخبرنا الشيخان أبو القاسم السلمي وأبو الحسن الصوفي قالا: أخبرنا عبد الأول، أخبرنا عبدالرحمن، أخبرنا عبدالله، أخبرنا الفربري، حدثنا البخاري، حدثنا عمرو بن علي، حدثنا يحيى -يعني: ابن سعيد-، عن عثمان ابن الأسود قال: سمعت ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة تقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم.

قال البخاري: وحدثنا سليمان، حدثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال البخاري: وحدثنا مسدد، عن يحيى، عن أبي يونس حاتم بن أبي صغيرة، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

السابقالتالي
2