الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ } * { وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ } * { يَصْلَوْنَهَا يَوْمَ ٱلدِّينِ } * { وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ } * { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ }

قوله تعالى: { وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَآئِبِينَ } عن الجحيم، وهذا كقوله:وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنْهَا } [المائدة: 37].

وقيل: وما هم عن القيامة بغائبين. فيكون الكلام منعطفاً على الأبرار والفجار.

ثم عظّم ذلك اليوم فقال مخاطباً لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ }.

وقال الكلبي: الخطاب للإنسان لا للنبي صلى الله عليه وسلم.

ثم كرر ذلك تفخيماً لشأن يوم القيامة فقال: { ثُمَّ مَآ أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ ٱلدِّينِ }.

ثم أجمل القول في وصفه فقال: { يَوْمَ لاَ تَمْلِكُ نَفْسٌ لِنَفْسٍ شَيْئاً }.

قرأ ابن كثير وأبو عمرو: " يومُ " بالرفع، على البدل من " يوم الدين " ، أو على معنى: هو يوم. وقرأ الباقون: بالنصب، على معنى: يُدانون يوم الدين، أو بإضمار: اذكر.

قال مقاتل: [يعني]: لا تملك نفسٌ لنفسٍ كافرةٍ شيئاً.

والصحيح عمومه، وأن أحداً لا يملك لأحد نفعاً ولا ضراً إلا بأمر الله، ألا تراه يقول: { وَٱلأَمْرُ يَوْمَئِذٍ لِلَّهِ }. والله أعلم.