الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوۤاْ أُوْلَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ إِلاَّ عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }

قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ } أي: هجروا أوطانهم وأهلهم وأموالهم { وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ } ونصرة دينه، { وَٱلَّذِينَ ءَاوَواْ وَّنَصَرُوۤاْ } يعني: الأنصار آووا المهاجرين وأسكنوهم في منازلهم ونصروهم على أعدائهم، { أُوْلَـٰئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَآءُ بَعْضٍ } في المعاضدة والمناصرة.

وقيل: في الميراث.

قال المفسرون: فكان المهاجرون يتوارثون بالهجرة دون القرابة، وهو معنى قوله: { وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُمْ مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّىٰ يُهَاجِرُواْ } ، ثم نسخ ذلك بقوله:وَأْوْلُواْ ٱلأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ } [الأنفال: 75].

قرأ حمزة: " من وِلايتهم من شيء " بكسر الواو، وافقه الكسائي في الكهف، وفتحها الباقون.

قال ابن الأنباري: الوَلاية - بالفتح -: مصدر الوَليّ، وبالكسر: مصدر الوالي، يقال: وَلِيٌّ بَيِّن الوَلاية، ووالٍ بَيِّن الوِلاية، ثم يصلح في ذا ما يصلح في ذا.

وقال أبو عبيدة: الوَلاية للخالق، والوِلاية - بالكسر - للمخلوق.

وقال يونس النحوي: الوَلاية -بالفتح- لله عز وجل، والوِلاية: من وليت الأمر.

وقيل: هما بمعنى واحد كالوَكالة والوِكالة.

{ وَإِنِ ٱسْتَنصَرُوكُمْ فِي ٱلدِّينِ } يعني: الذين آمنوا ولم يهاجروا { فَعَلَيْكُمُ ٱلنَّصْرُ } أي: فواجب عليكم نصرهم والذبّ عنهم لكونهم مؤمنين، { إِلاَّ عَلَىٰ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِّيثَاقٌ } أي: عهد، فلا تنصروهم عليهم لما في ذلك من الغدر والنقض.