قال المفسرون: الخوف هاهنا بمعنى: العلم، ويحتمل أن يجرى الخوف على أصله. المعنى: { وإما وَإِمَّا تَخَافَنَّ مِن قَوْمٍ } بينك وبينهم عهد { خِيَانَةً } تَبْدُ لك أمارتها وتظهر آياتها، { فَٱنْبِذْ } أي: فاطرح إليهم العهد ناقضاً له، { عَلَىٰ سَوَآءٍ } والجار والمجرور في محل الحال. والمعنى: على عدل واستواء واتفاق منك ومنهم في العلم [بالنقض]، فلا تأخذهمْ غرة من غير أن تشعرهم بالنقض، فإن ذلك خيانة يأباها منصب الرسالة، وغدر لا يليق بسياسة الإيالة. { إِنَّ ٱللَّهَ لاَ يُحِبُّ ٱلخَائِنِينَ } بنقض العهد وغيره من أنواع الخيانات. قال ابن مسعود: كلُّ الخلال يطوف عليها المؤمن، إلا الخيانة والكذب. وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان ".