الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ } * { وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ }

قوله تعالى: { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ } أي: جماعة كافرة. وتَرَكَ وصفَهم بالكفر لانحصار القتال إذ ذاك لهم.

والمعنى: فاثبُتوا لقتالهم.

{ وَٱذْكُرُواْ ٱللَّهَ كَثِيراً } في ذلك الموطن، بالدعاء والثناء والاستنصار على الأعداء، فإن الله ذَاكِرٌ مَنْ ذَكَرَهُ، ونَاصِرٌ مَنْ نَصَرَه.

{ لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ } تفوزون بمقصودكم ورضا معبودكم.

ثم حذّرهم من اختلاف الآراء فقال: { وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ } قوله: " فتفشلوا " نصب بإضمار " أَنْ " ، ويجوز أن يكون داخلاً في جملة النهي، فيكون مجزوماً. ويؤيده ما قرأته على شيخنا أبي البقاء عبدالله بن الحسين اللغوي: " وَيَذْهَبْ " بالياء وسكون الباء. ويؤيد الأول قراءة الباقين.

ومعنى قوله: { وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ }: دولتكم. قاله أبو عبيدة.

قال الزمخشري: شُبِّهَتْ في نفوذ أمرها وتمشيته بالريح وهبوبها. يقال: هَبَّتْ رياح فلان؛ إذا دالت له الدولة ونفذ أمره.

وقيل: لم يكن نصرٌ قط إلا بريح يبعثها الله.

وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " نُصِرْتُ بالصَّبَا، وأُهْلِكَتْ عادٌ بالدَّبُور ".

قلت: وإلى قول أبي عبيدة تؤول أقوال المفسرين؛ من أن الريح: الصولة أو الحدّة أو الشدة أو النصر.