الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ } * { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لله فَإِنِ انْتَهَوْاْ فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { وَإِن تَوَلَّوْاْ فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَوْلاَكُمْ نِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ }

قوله تعالى: { قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ } قال ابن عباس: نزلت في أبي سفيان وأصحابه.

{ إِن يَنتَهُواْ } عن الشرك والتكذيب والمحاربة، { يُغَفَرْ لَهُمْ مَّا قَدْ سَلَفَ } من ذلك ومن غيره، حتى أن الحربي إذا أسلم لا يُتْبَعُ بحقوق الله ولا بحقوق الآدميين، وأما الذمي إذا أسلم فَيُتْبَعُ بحقوق الآدميين دون حقوق الله.

وفي وجوب قضاء العبادات المتروكة زمن الردة خلاف بين الفقهاء.

قال يحيى بن معاذ: إن توحيداً لم يعجز عن هدم ما قبله من كفر، أرجو أن لا يعجز عن هدم ما بعده من ذنب.

{ وَإِنْ يَعُودُواْ } يعني: إلى المحاربة، { فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الأَوَّلِينَ } بنصر الله رسولَه والمؤمنين على الكافرين، وشاهدوا ما صنع يوم بدر بصناديدهم، وسمعوا بوقائع الله مع الذين تحزّبوا على أنبيائهم من الأمم الخالية.

قوله تعالى: { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّىٰ لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ } أي: شرك، { وَيَكُونَ ٱلدِّينُ كُلُّهُ لِلهِ } فلا يُعْبَدُ غيرُه، { فَإِنِ ٱنْتَهَوْاْ } عن كفرهم { فَإِنَّ ٱللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ } من فعل الحسنات وترك السيئات { بَصِيرٌ } وعليه مُجاز.

{ وَإِن تَوَلَّوْاْ } يعني: عن الإيمان ولم [ينتهوا] عن عبادة الأوثان وأصرّوا على حربك، { فَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ مَوْلاَكُمْ } ناصركم ومعينكم، فيه فثقوا وعليه فتوكلوا، { نِعْمَ ٱلْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ ٱلنَّصِيرُ }.