الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلنَّازِعَاتِ غَرْقاً } * { وَٱلنَّاشِطَاتِ نَشْطاً } * { وَٱلسَّابِحَاتِ سَبْحاً } * { فَٱلسَّابِقَاتِ سَبْقاً } * { فَٱلْمُدَبِّرَاتِ أَمْراً } * { يَوْمَ تَرْجُفُ ٱلرَّاجِفَةُ } * { تَتْبَعُهَا ٱلرَّادِفَةُ } * { قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ } * { أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ } * { يَقُولُونَ أَإِنَّا لَمَرْدُودُونَ فِي ٱلْحَافِرَةِ } * { أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً } * { قَالُواْ تِلْكَ إِذاً كَرَّةٌ خَاسِرَةٌ } * { فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ } * { فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ }

قال الله تعالى: { وَٱلنَّازِعَاتِ غَرْقاً } قال علي عليه السلام: هي الملائكة تنزع أرواح الكفار.

قال مقاتل: مَلَكُ الموت وأعوانُه، ينزعون روح الكافر، كما يُنزع السَّفُّود الكثير الشُّعب من الصوف المبتل، فتخرج نفسه كالغريق في الماء. وهذا قول جمهور المفسرين.

وقال مجاهد: هو الموت ينزع النفوس.

قال السدي: النازعات: النفوس حين تنزع.

وقال الحسن وقتادة: هي النجوم تنزع من أفق إلى أفق، ومن مشرق إلى مغرب. وهي اختيار أبي عبيدة والأخفش.

وقال عطاء وعكرمة: هي القسي تنزع بالسهم.

وقيل: هي الوحوش تنزع وتنفر.

وقيل: هي الرماة.

" غرقاً ": إغراقاً وإبعاداً في النزع، فهو اسم أُقيم مقام الإغراق.

قوله تعالى: { وَٱلنَّاشِطَاتِ نَشْطاً } قال علي عليه السلام: هي الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الجلد والأظفار حتى تُخرجها من أجوافهم بالكَرْب والغم.

قال مقاتل: ينزعُ ملكُ الموت روحَ الكافر، فإذا بلغت ترقوته عَوَّقَها في حلقه، فيعذبه في حياته [قبل أن يميته]، ثم يُنشِطها من حلقه، -أي: يجذبها- كما يُنْشَطُ السَّفُّودُ من الصوف المبتلّ.

وقال مجاهد: هو الموت ينشط النفوس.

وقال ابن عباس: هي الملائكةُ تَنْشُطُ أرواحَ المؤمنين بسرعة.

وقال أيضاً: هي أنفس المؤمنين تنشط عند الموت للخروج. وذلك أنه ليس من مؤمن يحضره الموت إلا عُرضت [عليه] الجنة قبل أن يموت، فيرى فيها ما يدعوه إليها، فتنشط نفسه لذلك.

وقال قتادة وأبو عبيدة والأخفش: هي النجوم التي تَنْشَطُ من مطالعها إلى مغاربها.

وقال عطاء وعكرمة: هي الأوهاق.

وقيل: هي الوحش حين ينشط من بلد إلى بلد، كما أن الهُموم تنشط الإنسان من بلد إلى بلد. قاله أبو عبيدة. وأنشد قول [هميان] بن قحافة:
أمْسَتْ هُمومي تَنْشَطُ المَنَاشِطَا   الشَّام [بي] طوْراً ثم طَوْرَاً وَاسِطَا
قوله تعالى: { وَٱلسَّابِحَاتِ سَبْحاً } قال علي عليه السلام: هي الملائكة تسبح بأرواح المؤمنين.

قال ابن السائب: يقبضون أرواح المؤمنين كالذي يسبح في الماء، فأحياناً ينغمس وأحياناً يرتفع، يَسُلُّونها سَلاً رفيقاً، ثم يدعونها حتى تستريح، كالسابح بالشيء في الماء يرفق به.

وقال أبو صالح ومجاهد: هي الملائكة ينزلون من السماء مسرعين، كما يقال للفرس الجواد [سابح]؛ إذا أسرع في جريه.

وقال مجاهد أيضاً: هو الموت يسبَح في نفوس بني آدم.

وقال قتادة: هي النجوم والشمس والقمر، كُلٌّ في فلك يسبحون.

وقيل: هي خيل الغزاة.

وقال عطاء: هي السفن.

قوله: { فَٱلسَّابِقَاتِ سَبْقاً } قال علي عليه السلام: هي الملائكةُ تَسْبِقُ الشياطينُ بالوحي إلى الأنبياء عليهم السلام.

وقال الحسن: سبقت إلى الإيمان.

وقال مجاهد: [تَسْبِقُ] بأرواح المؤمنين إلى الجنة.

وقال ابن مسعود: هي أنفس المؤمنين تسبق إلى الملائكة الذين يقبضونها وقد عاينت السرور شوقاً إلى لقاء الله ورحمته وكرامته.

السابقالتالي
2 3