الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ } * { ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلآخِرِينَ } * { كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } * { فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } * { إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ } * { فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ ٱلْقَادِرُونَ } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ } * { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً } * { أَحْيَآءً وَأَمْوٰتاً } * { وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً } * { وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِّلْمُكَذِّبِينَ }

قوله تعالى: { أَلَمْ نُهْلِكِ ٱلأَوَّلِينَ } وقرأ قتادة: " نَهْلِكِ " بفتح النون، من هلكه بمعنى: أهلكه.

قرأ الأكثرون: { ثُمَّ نُتْبِعُهُمُ ٱلآخِرِينَ } برفع العين على الاستئناف، [ويؤيده] قراءة ابن مسعود: " ثم سنتبعهم ".

وقرأ الأعرج: " نُتْبِعْهُم " بجزم العين، عطفاً على " نهْلك ".

وهذا تهديد لكفار مكة.

قال ابن جرير: الأولون: قومُ نوح وعاد وثمود، والآخرون: قومُ إبراهيم ولوط ومدين.

{ كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ } أي: مثلُ ذلك الفعل الشنيع نفعل بكل من أجرم.

قوله تعالى: { أَلَمْ نَخْلُقكُّم } وقرأتُ لقالون من رواية أحمد بن صالح عنه: " نخلُقْكُم " بإظهار القاف.

{ مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ } ضعيف. والمراد من ذلك: تذكيرهم بقدرته على ما يريد من البعث وغيره.

{ فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ } وهو الرحم. { إِلَىٰ قَدَرٍ مَّعْلُومٍ } وهو مدة الحمل.

{ فَقَدَرْنَا } وقرأ نافع والكسائي: " فقدَّرنا " بتشديد الدال.

قال أبو علي: قَدَّرَ وقَدَرَ لغتان. فمن قرأ: " فقَدَرنا " بالتخفيف؛ فلقوله: { فَنِعْمَ ٱلْقَادِرُونَ } ، فـ " القادرون " أشكل بـ " قَدَرْنا " ، ويجوز " القادرون " مع قدّر، فيجيء باللغتين، كما قال:فَمَهِّلِ ٱلْكَافِرِينَ أَمْهِلْهُمْ } [الطارق: 17].

وقال غيره: المخففة من القدرة والمُلْك، [والمشددة من التقدير] والقضاء.

ويؤيد القراءة بالتشديد قوله:مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ } [عبس: 19].

قوله تعالى: { أَلَمْ نَجْعَلِ ٱلأَرْضَ كِفَاتاً } معنى الكَفت في اللغة: الضم والجمع، والكفات هاهنا: اسم لما يكفِت، مثل: الضمام والجماع: اسم لما يُضمّ ويجمع.

قال الزمخشري: [وبه] انتصب { أَحْيَآءً وَأَمْوٰتاً } كأنه قيل: كافتة أحياءً وأمواتاً. أو بفعل مضمر يدل عليه وهو: يكفت.

وقال الأخفش: انتصب على الحال.

والمعنى: تكفت أحياء على ظهرها، وأمواتاً في بطنها. هذا قول قتادة وجمهور المفسرين.

وقال مجاهد وأبو عبيدة: المعنى: ألم نجعل الأرض أحياء بالنبات والعمارة، وأمواتاً بالخراب والجفاف.

{ وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ } جبالاً ثوابتَ عالياتٍ، وكلُّ عالٍ فهو شامخ.

{ وَأَسْقَيْنَاكُم } مفسرٌ في الحِجْر.

{ مَّآءً فُرَاتاً } عذباً. وقد سبق أيضاً تفسيره.

قال مقاتل: وهذا كله أعجب من البعث.

ثم ذكر ما يقال لهم في الآخرة، فقال: { ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ مَا كُنتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ }.