الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } * { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } * { وَبَنِينَ شُهُوداً } * { وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً } * { ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ } * { كَلاَّ إِنَّهُ كان لآيَاتِنَا عَنِيداً } * { سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً } * { إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ } * { فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } * { ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ } * { ثُمَّ نَظَرَ } * { ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ } * { ثُمَّ أَدْبَرَ وَٱسْتَكْبَرَ } * { فَقَالَ إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ } * { إِنْ هَـٰذَآ إِلاَّ قَوْلُ ٱلْبَشَرِ } * { سَأُصْلِيهِ سَقَرَ } * { وَمَآ أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ } * { لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ } * { لَوَّاحَةٌ لِّلْبَشَرِ } * { عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ }

قوله تعالى: { ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً } قد سبق تفسير " ذرني ". والعائد على الاسم الموصول محذوف، تقديره: ومن خلقته.

[و " وحيداً " ] حال من المخلوق، على معنى: خلقته وهو وحيد فريد لا مال له ولا ولد. وهذا قول مجاهد.

وقيل: إن " وحيداً " حالٌ من الله تعالى، ثم فيه وجهان:

أحدهما: أنه حال من الضمير المنصوب في " ذرني " ، على معنى: ذرني وحدي، فأنا أكفيك أمره وأنتقم لك منه، وأجزيك عن كل منتقم منه.

[قال] مقاتل: خلّ بيني وبينه فأنا أكفيك هلاكه.

الثاني: أنه حال من الضمير المرفوع في " خَلَقْتُ " ، أي: ذرني ومن خلقته وحدي لم يشركني في خلقه أحد. قال ابن عباس: جاء الوليد بن المغيرة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقرأ عليه القرآن، فكأنه رقّ له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه فقال له: يا عم، إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالاً، فإنك أتيت محمداً تتعرّض لما قبله، فقال: قد علمت قريش أني من أكثرها مالاً، قال: فقل فيه قولاً يبلغ قومك أنك منكرٌ له، قال: وماذا أقول، فوالله ما [فيكم] رجل أعلم بالأشعار مني، والله ما يُشبهها الذي يقول، والله إن لِقَوْلِه حلاوة، وإن عليه طلاوة، وإنه لمثمرٌ أعلاه، مُغدقٌ أسفله، وإنه ليَعْلُوا وما يُعلى. قال: لا يرضى عنك قومك حتى تقول فيه، قال: [فدعني] حتى أفكر فيه، فقال: إن هذا إلا سحر يؤثر، يأثُرُه عن غيره، فنزلت هذه الآيات.

قال مجاهد: قال الوليد لقريش: إن لي إليكم حاجة، فاجتمعوا في دار الندوة، فقال: إنكم ذَوو أحساب وأحلام، وإن العرب يأتونكم وينطلقون من عندكم على أمر مختلف، فأجمعوا على شيء واحد، ما تقولون في هذا الرجل؟ قالوا: نقول: إنه شاعر، فعَبَسَ عندها وقال: قد سمعنا الشعر وما يشبه قوله الشعر، فقالوا: نقول: إنه كاهن، فقال: إذاً يأتونه فلا يجدونه يُحدّث ما تحدث [به] الكهنة، قالوا: نقول: إنه مجنون، قال: إذاً يأتونه فلا يجدونه مجنوناً، قالوا: نقول: إنه ساحر، قال: وما الساحر؟ قالوا: بشرٌ يُحبّبون بين المتباغضين، ويبغّضون بين المتحابين، قال: فهو ساحر، فخرجوا لا يلقى أحد النبي صلى الله عليه وسلم إلا قال: يا ساحر، فاشتدّ ذلك [عليه]، فأنزل الله عز وجل هذه الآيات.

قوله تعالى: { وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَّمْدُوداً } كثيراً مبسوطاً.

وقال الزجاج: غير منقطع.

قال عمر بن الخطاب رضي الله [عنه]: غَلَّةُ شهر بشهر.

قال مقاتل: كان له بستان بالطائف لا ينقطع خيره شتاءً ولا صيفاً.

وقال ابن عباس ومجاهد: ألف دينار.

وقال قتادة: أربعة آلاف دينار.

السابقالتالي
2 3