قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً } مُفسّر في تبارك الملك. { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } قال الحسن: يعني: في سماء الدنيا. وقوله: " فيهن " كما تقول: أتيت بني تميم، وإنما أتيت بعضهم. وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: إن الشمس والقمر وجوهُهُما قِبَل السموات، وظُهورهما قِبَل الأرض، يضيئان لأهل السموات كما [يضيئان] لأهل الأرض. وقد فَسَّرنا هذه الآية في أواخر الفرقان. قوله تعالى: { وَٱللَّهُ أَنبَتَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ نَبَاتاً } أي: ابتداء خلقكم من الأرض. قال الخليل وغيره: " نباتاً ": مصدر مخالف للصدر، مجازه: فَنَبَتُّم نباتاً. قال ابن قتيبة: ومثله:{ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً } [المزمل: 8] فجاء على بَتَلَ. قال الشاعر:
وخيرُ الأمر ما استقبلتَ منه
وليسَ بأنْ تَتَبَّعَهُ اتِّبَاعَا
قال: وإنما تجيء المصادر مخالفة للأفعال؛ لأن الأفعال وإن اختلفت أبنيتها واحدةٌ في المعنى. وقال الزجاج: " نباتاً " محمول في المصدر على المعنى؛ لأن معنى " أنبتكم ": جعلكم تنبتون نباتاً. قوله تعالى: { سُبُلاً فِجَاجاً } أي: طرقاً واسعة. وقد سبق ذكره.