الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً } * { وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ ٱلشَّمْسَ سِرَاجاً } * { وَٱللَّهُ أَنبَتَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ نَبَاتاً } * { ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً } * { وَٱللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ ٱلأَرْضَ بِسَاطاً } * { لِّتَسْلُكُواْ مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً }

قوله تعالى: { أَلَمْ تَرَوْاْ كَيْفَ خَلَقَ ٱللَّهُ سَبْعَ سَمَٰوَٰتٍ طِبَاقاً } مُفسّر في تبارك الملك.

{ وَجَعَلَ ٱلْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً } قال الحسن: يعني: في سماء الدنيا.

وقوله: " فيهن " كما تقول: أتيت بني تميم، وإنما أتيت بعضهم.

وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: إن الشمس والقمر وجوهُهُما قِبَل السموات، وظُهورهما قِبَل الأرض، يضيئان لأهل السموات كما [يضيئان] لأهل الأرض.

وقد فَسَّرنا هذه الآية في أواخر الفرقان.

قوله تعالى: { وَٱللَّهُ أَنبَتَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ نَبَاتاً } أي: ابتداء خلقكم من الأرض.

قال الخليل وغيره: " نباتاً ": مصدر مخالف للصدر، مجازه: فَنَبَتُّم نباتاً.

قال ابن قتيبة: ومثله:وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلاً } [المزمل: 8] فجاء على بَتَلَ. قال الشاعر:
وخيرُ الأمر ما استقبلتَ منه   وليسَ بأنْ تَتَبَّعَهُ اتِّبَاعَا
قال: وإنما تجيء المصادر مخالفة للأفعال؛ لأن الأفعال وإن اختلفت أبنيتها واحدةٌ في المعنى.

وقال الزجاج: " نباتاً " محمول في المصدر على المعنى؛ لأن معنى " أنبتكم ": جعلكم تنبتون نباتاً.

قوله تعالى: { سُبُلاً فِجَاجاً } أي: طرقاً واسعة. وقد سبق ذكره.