الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً } * { إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً } * { وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ مَنُوعاً } * { إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ } * { ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ } * { وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ } * { لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ } * { وَٱلَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ ٱلدِّينِ } * { وَٱلَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ } * { إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ } * { إِلاَّ عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ } * { فَمَنِ ٱبْتَغَىٰ وَرَآءَ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْعَادُونَ } * { وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ } * { وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ } * { وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ } * { أُوْلَـٰئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ }

قوله تعالى: { إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً } المراد بالإنسان: الناس، فلذلك استثنى منه [إلا] المصلين.

وقيل: المراد بالإنسان: الكافر. فيكون استثناء منقطعاً.

والهَلَعُ: سرعة الجزع عند مسّ المكروه، وسرعة المنع عند مسّ الخير. من قولهم: ناقة هَلُوعٌ: سريعة السير.

قال [المفسرون]: ما بعد الهلوع تفسير له.

{ إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ } وهو الفقر والمرض ونحو ذلك، { جَزُوعاً } لا يصبر.

{ وَإِذَا مَسَّهُ ٱلْخَيْرُ } وهو المال والشّرف ونحوهما { مَنُوعاً } لا يشكر بفعل ما أوجب الله عليه بسبب إحسانه إليه.

ثم استثنى الموحدين فقال: { إِلاَّ ٱلْمُصَلِّينَ * ٱلَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلاَتِهِمْ دَآئِمُونَ } أي: محافظون على الصلاة المكتوبة، على الوجه المأمور به.

وقال الزجاج: هم الذين لا يُزيلون وجوههم عن سَمت القبلة.

وقال عقبة بن عامر رضي الله عنه: هو الذي إذا صلى لم يلتفت عن يمينه ولا عن شماله. { وَٱلَّذِينَ فِيۤ أَمْوَٰلِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ } وهو الزكاة المفروضة.

{ لِّلسَّآئِلِ وَٱلْمَحْرُومِ } مُفسّر في الذاريات.

وما بعده مُفسّر في المؤمنين إلى قوله: { وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ }.

وقرأ حفص: " بشهاداتهم قائمون " على الجمع.

والإفراد أولى؛ لأنه مصدر.

والمعنى: يقومون فيها بالحق ولا يكتمونها.

وقال سهل: قائمون بحفظ ما يشهدون به، من شهادة أن لا إله إلا الله، فلا يُشركون به في شيء من الأقوال والأفعال والأحوال.