الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } * { وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } * { وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } * { يُبَصَّرُونَهُمْ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ } * { وَصَاحِبَتِهِ وَأَخِيهِ } * { وَفَصِيلَتِهِ ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } * { وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ } * { كَلاَّ إِنَّهَا لَظَىٰ } * { نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } * { تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّىٰ } * { وَجَمَعَ فَأَوْعَىٰ }

ثم أخبر عن زمان وقوعه فقال: { يَوْمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلْمُهْلِ } قال ابن عباس: كدُرْدِيّ الزيت.

وقال عطاء: كَعَكَر القطران.

وقال ابن مسعود والحسن: كالفضة [المذابة]. وقد ذكرناه في الكهف.

{ وَتَكُونُ ٱلْجِبَالُ كَٱلْعِهْنِ } قال الزجاج: العِهْن: الصوف.

وقال ابن قتيبة: الصُّوف المصبوغ.

قال الحسن: الصوف الأحمر، وهو أضعف الصوف.

وقال مقاتل: المنْفُوش، وهو [جمع]: عِهْنَة، كصُوفَة وصُوف.

وقال الزمخشري: " كالعهن " كالصوف المصبوغ ألواناً؛ لأن الجبال جُدد بيضٌ وحمرٌ وغرابيب سود، فإذا بسّت وطيّرت في الجو أشبهت العهن المنفوش إذا طيرته الريح.

وقال غيره: شبَّهها بالصوف في ضعفها ولينها.

وقيل: شبَّهها به في الخفة إذا سارت.

{ وَلاَ يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً } قال مقاتل: لا يسأل الرجل قرابته، ولا يكلمه من شدة الأهوال.

وقرأتُ لجماعة، منهم: أبو جعفر: " ولا يُسْأَلُ " بضم الياء.

قال الزجاج: المعنى: لا يُسْأَل قريب عن قرابته.

قوله تعالى: { يُبَصَّرُونَهُمْ } كلام مستأنف، كأنه قيل: لعله لا يبصره، فقال: يبصرونهم، لكنه منعهم التساؤل ما خَامَرَهُم من أهوال القيامة.

وجُمع الضميران في " يبصرونهم " وهما للحميمين؛ نظراً إلى المعنى؛ لأنه لم يُرد حميمين مخصوصين، بل كل حميمين.

وقرأ جماعة، منهم: قتادة وأبو المتوكل: " يُبْصِرُونهم " بالتخفيف. من [أبْصَر] يُبْصِر.

{ يَوَدُّ ٱلْمُجْرِمُ } يتمنى أبو جهل وغيره من أضرابه { لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ } الذين هم أحبُّ الخلق إليه.

{ وَصَاحِبَتِهِ } يعني: زوجته، { وَأَخِيهِ } الذي هو أعزّ أهله عليه.

{ وَفَصِيلَتِهِ } عشيرته القريبة إليه التي فصل منها { ٱلَّتِي تُؤْوِيهِ } تضمُّه انتماءً إليها، أو حَدَباً عليه.

{ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ يُنجِيهِ } يعني: ذلك الفداء.

قال الزجاج: " كلا " ردعٌ [وتنبيه، أي: لا يرجع أحدٌ من هؤلاء فارتدعوا.

وقال غيره: " كلا " ردعٌ] للمجرم عن الودادة، وتنبيهٌ على أنه لا ينفعه الافتداء ولا ينجيه من العذاب.

ولما كان المراد بـ " عذاب يومئذ " النار كنى عنها بقوله: { إِنَّهَا لَظَىٰ } قال الفراء: هو اسم من أسماء جهنم، فلذلك لم يُجرِه.

وقال غيره: معناها في اللغة: اللهب الخالص.

وقال ابن الأنباري: سميت بذلك؛ لشدّة توقُّدِها وتلَهُّبها، يقال: هو يتلظى، أي: يتلهَّب ويتوقَّد.

{ نَزَّاعَةً لِّلشَّوَىٰ } أي: هي نزاعةٌ، أو هو خبر بعد خبر لـ " إن " ، أو خبرٌ لـ " لظى " إن كان الهاء في " إنها " ضمير القصة والشأن، والجملة خبر " إن " ، أو صفة لـ " لظى " إن كان المراد بلظى: اللهب.

وقرأ عمر بن الخطاب وأبو رزين وأبو عبد الرحمن ومجاهد وعكرمة وحفص عن عاصم: " نزاعةً " بالنصب.

قال الزجاج: هي حال مؤكدة، كما قال:

السابقالتالي
2