الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ فَأَخَذْنَٰهُمْ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } * { أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَٰتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ } * { أَوَ أَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ } * { أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ }

قوله تعالى: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } قال الزجاج: المعنى: أتاهم الغيث من السماء، والنبات من الأرض، وجعل ذلك زاكياً كثيراً.

وقيل: هو مجيء الخير، وتيسير أسباب الرزق من كل وجه.

{ وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ } ما جاءت به رسلي وجحدوا وحدانيتي، { فَأَخَذْنَٰهُمْ } بقطع أسباب البركة في الرزق { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } من الكفر والفسق.

قوله تعالى: { أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ } هذه الفاء والواو التي بعدها في قوله: { أَوَ أَمِنَ } حرفا عطف، والهمزة فيهما للإنكار، والمعطوف عليه:فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً } [الأعراف: 95]، وما بين المعطوف والمعطوف عليه اعتراض، والمعنى: أفأمن أهل القرى الذين كذبوا الرسل، { أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَٰتاً } ليلا { وَهُمْ نَآئِمُونَ }.

{ أَوَ أَمِنَ } وقرأ الحرميان وابن عامر: " أوْ أمن " بإسكان الواو على العطف بـ " أو ".

المعنى: أفأمنوا أن يأتيهم بأسنا نائمين أو لاعبين وممكوراً بهم، فعلى العاقل أن يكون وجلاً دائم الحذر من الله.

قيل لابن عباس: أي رجل كان عمر بن الخطاب؟ فقال: كان كالطير الحذر، الذي كان له بكل طريق شَرَكاً.

وأخرج الإمام أحمد في كتاب الزهد بإسناده عن جعفر قال: قالت بنت الربيع بن خثيم لأبيها: ما لي أرى الناس ينامون ولا أراك تنام، فقال: يا بنتاه، إن أباك يخاف البَيات.