قوله تعالى: { وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ ٱلْقُرَىٰ ءَامَنُواْ وَٱتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَٰتٍ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلأَرْضِ } قال الزجاج: المعنى: أتاهم الغيث من السماء، والنبات من الأرض، وجعل ذلك زاكياً كثيراً. وقيل: هو مجيء الخير، وتيسير أسباب الرزق من كل وجه. { وَلَـٰكِن كَذَّبُواْ } ما جاءت به رسلي وجحدوا وحدانيتي، { فَأَخَذْنَٰهُمْ } بقطع أسباب البركة في الرزق { بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ } من الكفر والفسق. قوله تعالى: { أَفَأَمِنَ أَهْلُ ٱلْقُرَىٰ } هذه الفاء والواو التي بعدها في قوله: { أَوَ أَمِنَ } حرفا عطف، والهمزة فيهما للإنكار، والمعطوف عليه:{ فَأَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً } [الأعراف: 95]، وما بين المعطوف والمعطوف عليه اعتراض، والمعنى: أفأمن أهل القرى الذين كذبوا الرسل، { أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَٰتاً } ليلا { وَهُمْ نَآئِمُونَ }. { أَوَ أَمِنَ } وقرأ الحرميان وابن عامر: " أوْ أمن " بإسكان الواو على العطف بـ " أو ". المعنى: أفأمنوا أن يأتيهم بأسنا نائمين أو لاعبين وممكوراً بهم، فعلى العاقل أن يكون وجلاً دائم الحذر من الله. قيل لابن عباس: أي رجل كان عمر بن الخطاب؟ فقال: كان كالطير الحذر، الذي كان له بكل طريق شَرَكاً. وأخرج الإمام أحمد في كتاب الزهد بإسناده عن جعفر قال: قالت بنت الربيع بن خثيم لأبيها: ما لي أرى الناس ينامون ولا أراك تنام، فقال: يا بنتاه، إن أباك يخاف البَيات.