الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ } * { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ قَدْ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ }

قوله تعالى: { وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ } وهو القرآن، { فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } أي: بينا أحكامه ومواعظه.

" على علم ": في محل الحال من ضمير الفاعل في " فصّلناه ".

والمعنى: على علم منا بما يصلحكم، أو على علم بما فصلناه، فجاء سليماً قويماً غير ذي عوج، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

وقرأ جماعة - منهم: ابن السميفع -: " فَضَّلْنَاه " ، على سائر الكتب.

{ هُدًى وَرَحْمَةً } حالان من المفعول في " فَصَّلْنَاه ".

قوله تعالى: { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ } أي: هل ينظرون إلا عاقبة ما وعدهم به من العذاب والعقاب والحساب وبعث الأجساد يوم المعاد.

{ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ } وهو يوم القيامة، { يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ } وهم الذين تقدم ذكرهم، { قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ } أي: بالصحة والصدق، وهو اعترافٌ حملهم عليه فرط ما عندهم من الندامة، { فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ } قالوا ذلك حين رأوا انتفاع الموحدين الذين عذبوا بذنوبهم الذي كانت عليهم، ثم أخرجوا بالشفاعة، { أَوْ نُرَدُّ } أي: أو هل [نرد] إلى الدنيا { فَنَعْمَلَ } جواب الاستفهام بالفاء.

وقرأ ابن أبي إسحاق: " أو نُردَّ " بالنصب، عطفاً على " فيشفعوا لنا " ، أو تكون " أو " بمعنى حتى.

وقرأ الحسن: بنصب " نُردُّ " ، ورفع " فنعملَ " ، أي: فنحن نعمل { غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ }.