قوله تعالى: { وَلَقَدْ جِئْنَاهُمْ بِكِتَابٍ } وهو القرآن، { فَصَّلْنَاهُ عَلَىٰ عِلْمٍ } أي: بينا أحكامه ومواعظه. " على علم ": في محل الحال من ضمير الفاعل في " فصّلناه ". والمعنى: على علم منا بما يصلحكم، أو على علم بما فصلناه، فجاء سليماً قويماً غير ذي عوج، لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. وقرأ جماعة - منهم: ابن السميفع -: " فَضَّلْنَاه " ، على سائر الكتب. { هُدًى وَرَحْمَةً } حالان من المفعول في " فَصَّلْنَاه ". قوله تعالى: { هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ } أي: هل ينظرون إلا عاقبة ما وعدهم به من العذاب والعقاب والحساب وبعث الأجساد يوم المعاد. { يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ } وهو يوم القيامة، { يَقُولُ ٱلَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ } وهم الذين تقدم ذكرهم، { قَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ } أي: بالصحة والصدق، وهو اعترافٌ حملهم عليه فرط ما عندهم من الندامة، { فَهَل لَّنَا مِن شُفَعَآءَ فَيَشْفَعُواْ لَنَآ } قالوا ذلك حين رأوا انتفاع الموحدين الذين عذبوا بذنوبهم الذي كانت عليهم، ثم أخرجوا بالشفاعة، { أَوْ نُرَدُّ } أي: أو هل [نرد] إلى الدنيا { فَنَعْمَلَ } جواب الاستفهام بالفاء. وقرأ ابن أبي إسحاق: " أو نُردَّ " بالنصب، عطفاً على " فيشفعوا لنا " ، أو تكون " أو " بمعنى حتى. وقرأ الحسن: بنصب " نُردُّ " ، ورفع " فنعملَ " ، أي: فنحن نعمل { غَيْرَ ٱلَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ }.