قوله تعالى: { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ } قال ابن عباس: ينادون يا وليد بن المغيرة! يا أبا جهل بن هشام! يا عاص بن وائل! يا أمية بن خلف! يا أُبيّ بن خلف! يا سائر رؤساء الكفار! { مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ } اليوم { جَمْعُكُمْ } في الدنيا الأموال والأولاد والأتباع، { وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } عن الإسلام والاستسلام لمحمد. ثم يشيرون إلى ضعفة المؤمنين؛ كصهيب، وبلال، وعمار، وخبّاب بن الأرتّ، فيقولون على وجه الإنكار والتوبيخ للكفار: { أَهَـۤؤُلاۤءِ } الضعفاء { ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ } في الدنيا { لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ } استهزاء بهم وازدراء بحالهم واستصغاراً لشأنهم. ثم يقول الله تعالى لأصحاب الأعراف محققاً لطمعهم: { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ } حين يخاف أهل النار، { وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } قال حذيفة: بينا أصحاب الأعراف هنالك اطلع عليهم ربهم فقال لهم: ادخلوا الجنة فإني قد غفرت لكم. وقال ابن عباس: أقسم أهل النار أن أصحاب الأعراف لا يدخلون الجنة، فذلك قوله: { أَهَـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ... } الآية. وقيل: هو خطاب لجميع أهل الجنة. وقيل: هو من تمام كلام أصحاب الأعراف، على معنى: استديموا الدخول، أو على معنى: ادخلوا قصوركم ومنازلكم التي أعدت لكم.