الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ قَالُواْ مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } * { أَهَـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ }

قوله تعالى: { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ رِجَالاً يَعْرِفُونَهُمْ بِسِيمَاهُمْ } قال ابن عباس: ينادون يا وليد بن المغيرة! يا أبا جهل بن هشام! يا عاص بن وائل! يا أمية بن خلف! يا أُبيّ بن خلف! يا سائر رؤساء الكفار! { مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ } اليوم { جَمْعُكُمْ } في الدنيا الأموال والأولاد والأتباع، { وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } عن الإسلام والاستسلام لمحمد.

ثم يشيرون إلى ضعفة المؤمنين؛ كصهيب، وبلال، وعمار، وخبّاب بن الأرتّ، فيقولون على وجه الإنكار والتوبيخ للكفار: { أَهَـۤؤُلاۤءِ } الضعفاء { ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ } في الدنيا { لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ } استهزاء بهم وازدراء بحالهم واستصغاراً لشأنهم.

ثم يقول الله تعالى لأصحاب الأعراف محققاً لطمعهم: { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ } حين يخاف أهل النار، { وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } قال حذيفة: بينا أصحاب الأعراف هنالك اطلع عليهم ربهم فقال لهم: ادخلوا الجنة فإني قد غفرت لكم.

وقال ابن عباس: أقسم أهل النار أن أصحاب الأعراف لا يدخلون الجنة، فذلك قوله: { أَهَـۤؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ... } الآية.

وقيل: هو خطاب لجميع أهل الجنة.

وقيل: هو من تمام كلام أصحاب الأعراف، على معنى: استديموا الدخول، أو على معنى: ادخلوا قصوركم ومنازلكم التي أعدت لكم.