الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } * { يَابَنِيۤ ءَادَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ } * { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا وَٱسْتَكْبَرُواْ عَنْهَآ أُوْلَـٰئِكَ أَصْحَٰبُ ٱلنَّارِ هُمْ فِيهَا خَٰلِدُونَ } * { فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ ٱفْتَرَىٰ عَلَى ٱللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ أُوْلَـٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلْكِتَابِ حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ قَالُوۤاْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ }

قوله تعالى: { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ } أي: وقت معلوم لهلاكهم، { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ } الذي لهم { لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } المعنى: لا يستأخرون قليلاً ولا كثيراً، وإنما خصَّ الساعة بالذكر؛ لأنها أقل أسماء الأوقات في غالب استعمال الناس.

وقيل: إنها نزلت في استعجالهم العذاب.

قوله تعالى: { يَابَنِيۤ ءَادَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ } سبق الكلام على " إما " وجواب الشرط في سورة البقرة عند قوله:فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى } [البقرة: 38، طه: 123].

وما بعده ظاهر ومفسر إلى قوله: { أُوْلَـٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلْكِتَابِ } أي: ما كتب لهم في اللوح المحفوظ من الخير والشر والأرزاق والأعمار وغير ذلك، { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ } حتى غاية لنيلهم نصيبهم واستيفائهم له، المعنى: أولئك ينالون نصيبهم ويستوفونه إلى وقت وفاتهم، وهذه " حتى " هي التي يبتدأ بعدها الكلام، والكلام هاهنا الجملة الشرطية، و " يتوفونهم " حال من " الرسل ".

والمراد بالتوفي: الموت. وقيل: الحشر إلى النار.

فعلى الأول؛ المراد بالرسل: مَلَك الموت وأعوانه، وعلى الثاني: ملائكة العذاب.

{ قَالُوۤاْ } يعني: الرسل على وجه التوبيخ لهم، { أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الآلهة، { قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا } أي: غابوا فلا نراهم، وبطل ما كنا نرجوه من النفع بهم، فاعترفوا بأنهم لم يكونوا على شيء حين لا ينفعهم الاعتراف، { وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ } عند معاينة الموت. وقيل: لدى الحشر، { أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ }.