قوله تعالى: { وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ } أي: وقت معلوم لهلاكهم، { فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمْ } الذي لهم { لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ } المعنى: لا يستأخرون قليلاً ولا كثيراً، وإنما خصَّ الساعة بالذكر؛ لأنها أقل أسماء الأوقات في غالب استعمال الناس. وقيل: إنها نزلت في استعجالهم العذاب. قوله تعالى: { يَابَنِيۤ ءَادَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ } سبق الكلام على " إما " وجواب الشرط في سورة البقرة عند قوله:{ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى } [البقرة: 38، طه: 123]. وما بعده ظاهر ومفسر إلى قوله: { أُوْلَـٰئِكَ يَنَالُهُمْ نَصِيبُهُم مِّنَ ٱلْكِتَابِ } أي: ما كتب لهم في اللوح المحفوظ من الخير والشر والأرزاق والأعمار وغير ذلك، { حَتَّىٰ إِذَا جَآءَتْهُمْ رُسُلُنَا يَتَوَفَّوْنَهُمْ } حتى غاية لنيلهم نصيبهم واستيفائهم له، المعنى: أولئك ينالون نصيبهم ويستوفونه إلى وقت وفاتهم، وهذه " حتى " هي التي يبتدأ بعدها الكلام، والكلام هاهنا الجملة الشرطية، و " يتوفونهم " حال من " الرسل ". والمراد بالتوفي: الموت. وقيل: الحشر إلى النار. فعلى الأول؛ المراد بالرسل: مَلَك الموت وأعوانه، وعلى الثاني: ملائكة العذاب. { قَالُوۤاْ } يعني: الرسل على وجه التوبيخ لهم، { أَيْنَ مَا كُنتُمْ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ } من الآلهة، { قَالُواْ ضَلُّواْ عَنَّا } أي: غابوا فلا نراهم، وبطل ما كنا نرجوه من النفع بهم، فاعترفوا بأنهم لم يكونوا على شيء حين لا ينفعهم الاعتراف، { وَشَهِدُواْ عَلَىٰ أَنْفُسِهِمْ } عند معاينة الموت. وقيل: لدى الحشر، { أَنَّهُمْ كَانُواْ كَافِرِينَ }.