الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } * { وَأُمْلِي لَهُمْ إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ }

قوله تعالى: { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا } قال ابن السائب: يريد: أهل مكة، كذبوا بمحمد والقرآن.

{ سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } قال ابن عباس: سنمكرُ بهم.

قال أبو عبيدة: الاستدراج: أن تتدرج إلى الشيء في خفية قليلاً قليلاً، وأصله من الدرجة، وذلك أن الراقي والنازل يرقى وينزل مرقاة مرقاة، ومنه: دَرَجَ الكتاب، إذا طواه شيئاً بعد شيء.

قال الخليل بن أحمد في قوله { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ }: سنطوي أعمارهم في اغترار منهم.

قال الضحاك: كلما جدّدوا معصية جدّدنا لهم نعمة.

قوله تعالى: { وَأُمْلِي لَهُمْ } أي: أطيل أعمارهم في المعاصي، { إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ }.

قال ابن عباس: إن مكري شديد.

قال الحسن البصري رحمه الله: كم من مستدرَج بالإحسان إليه، وكم من مفتون بالثناء عليه، وكم من مغرور بالستر عليه.