قوله تعالى: { وَٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَٰتِنَا } قال ابن السائب: يريد: أهل مكة، كذبوا بمحمد والقرآن. { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ مِّنْ حَيْثُ لاَ يَعْلَمُونَ } قال ابن عباس: سنمكرُ بهم. قال أبو عبيدة: الاستدراج: أن تتدرج إلى الشيء في خفية قليلاً قليلاً، وأصله من الدرجة، وذلك أن الراقي والنازل يرقى وينزل مرقاة مرقاة، ومنه: دَرَجَ الكتاب، إذا طواه شيئاً بعد شيء. قال الخليل بن أحمد في قوله { سَنَسْتَدْرِجُهُمْ }: سنطوي أعمارهم في اغترار منهم. قال الضحاك: كلما جدّدوا معصية جدّدنا لهم نعمة. قوله تعالى: { وَأُمْلِي لَهُمْ } أي: أطيل أعمارهم في المعاصي، { إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ }. قال ابن عباس: إن مكري شديد. قال الحسن البصري رحمه الله: كم من مستدرَج بالإحسان إليه، وكم من مفتون بالثناء عليه، وكم من مغرور بالستر عليه.