الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }

قوله تعالى: { وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ } تفعّل من الإيذان، وهو الإعلام، والمعنى: عزم ربك وحتم وكتب على نفسه، وجاء بلفظ الإيذان؛ لأن العازم على الشيء يؤذن به نفسه مرة بعد مرة.

وقيل: أعْلَمَ أبناء بني إسرائيل.

وقال الزجاج: قال بعضهم: تألَّى ربك.

{ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ } أي: ليسلطن على اليهود لفرط عتوّهم وعلوّهم وتماديهم في غيّهم.

وقال مجاهد: على اليهود والنصارى.

{ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْقِيَامَةِ مَن يَسُومُهُمْ سُوۤءَ ٱلْعَذَابِ } أشده وأقبحه، فضرب الله عليهم الذلة والمسكنة والجزية فكانوا يؤدونها إلى المجوس إلى أن ضرب الإسلام بِجِرَانِه ورَسَتْ أوتاده، فاستنزلتهم سيوفهم من معاقلهم، فتفرق من أبقته منهم أيادي سبأ، وطوّقوا الصغار والمهانة طوق العمامة إلى يوم القيامة.

{ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلْعِقَابِ } لمن أراد الانتقام منه من الملحدين، { وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } لمن أراد التجاوز عنه من الموحدين.