قوله تعالى: { سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِي ٱلَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي ٱلأَرْضِ بِغَيْرِ ٱلْحَقِّ } يريد به صرفهم عن الإيمان بآياته المنزلة، وعن التفكر في عجائب مصنوعاته ومخلوقاته، وذلك بالطبع على قلوبهم. وقيل: سأصرفهم عن إبطال آياتي، وإن اجتهدوا كما اجتهد فرعون في إبطال آيات موسى، فأبى الله إلا علو الحق وانتكاس الباطل. وقوله: " بغير الحق " في محل الحال، على معنى: يتكبرون غير محقين. { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلرُّشْدِ لاَ يَتَّخِذُوهُ } ، قرأ حمزة والكسائي: " الرَّشَد " بفتح الراء والشين. وقرأ الباقون: بضم الراء وسكون الشين. والمعنى: إن يروا سبيل الله لا يتخذوه سبيلاً، أي: لا يسلكوه تكبراً على رسلي وتعظماً عليهم. { وَإِن يَرَوْاْ سَبِيلَ ٱلْغَيِّ } وهو طريق الشيطان، { يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً } أي: فيسلكوه استسلاماً للشيطان، وذهاباً مع الهوى، { ذٰلِكَ } الصرف، { بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَكَانُواْ عَنْهَا غَافِلِينَ } أي: بسبب تكذيبهم بها وغفلتهم عن التفكير فيها والتدبر لها.