الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }

{ وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ }

قوله تعالى: { وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي ٱلأَرْضِ } أي: وطأناها لكم وسهلناها لكم قراراً.

وقال ابن عباس: ملكناكم في الأرض، على أن الخطاب لقريش.

{ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ } أي: ما تعيشون به من المطاعم والمشارب، أو ما تتوصَّلون به إلى ذلك من أنواع المكاسب.

واتفق القُرّاء على ترك الهمز في " معايش " ، وروى خارجة عن نافع همزها.

قال الزجاج: جميع النحويين البصريين يزعمون أن همزها خطأ؛ لأن الهمز إنما يكون في الياء الزائدة، مثل صحيفة وصحائف، فأما " معايش " فمن العَيْش، الياء أصلية، وصحيفة من الصُّحُف، فالياء زائدة، وإنما همزت الياء الزائدة؛ لأنه لا حَظَّ لها في الحركة، وقد قَرُبَتْ من آخر الكلمة ولزمتها الحركة فأوجبوا فيها الهمز.

فأما ما رواه نافع من " معائش " بالهمز فلا أعرف له وجهاً، إلا أن لفظ هذه الياء التي من نفس الكلمة أُسْكِنَ في معيشة، فصار على لفظ: صحيفة، فحمل الجمع على ذلك، ولا أحب القراءة بذلك.

وقوله: { قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } مثل قوله:قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ } [الحاقة: 41] وقد سبق القول فيه.