الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ } * { لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } * { ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ } * { فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ } * { وَإِنَّهُ لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } * { وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُمْ مُّكَذِّبِينَ } * { وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } * { وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ } * { فَسَبِّحْ بِٱسْمِ رَبِّكَ ٱلْعَظِيمِ }

قوله تعالى: { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ } أي: لو تكلّف قولاً من تلقاء نفسه ونسبه إليه.

{ لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ } ، قال الزجاج: بالقُدرة والقوّة. قال الشماخ:
إذا ما رايةٌ رُفعت لِمَجْدٍ   تَلَقَّاها عَرَابَةُ باليمين
وهذا قول الفراء والمبرد وعامة أهل البيان.

قال ابن قتيبة: إنما أقامَ اليمين مُقامَ القوة؛ لأن قوة كل شيء في مَيامنه.

{ ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ } وهو عرْق يجري في الظهر حتى يتصل بالقلب.

والمفسرون يقولون: هو نِياط القلب، فإذا انقطع مات صاحبه.

وقيل: هو القلب.

وقال ابن السائب: هو عرق بين العلباء والحلقوم، وأنشدوا للشمَّاخ:
إذا بَلَّغْتِنِي وحملْتِ رَحْلِي   عَرَابةَ فاشْرَقِي بدَمِ الوَتِين
{ فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ } " مِنْ " زائدة لتوكيد النفي، { عَنْهُ حَاجِزِينَ } حائلين بينه وبين ما يُفعل به.

والضمير في " عنه ": للنبي صلى الله عليه وسلم.

وقيل: للقتل.

والخطاب بقوله: " منكم ": للناس.

قال الزمخشري: قيل " حاجزين " في وصف أحد؛ لأنه في معنى الجماعة، وهو اسم يقع في النفي العام، مستوياً فيه الواحد والجميع، والمذكر والمؤنث، ومنه قوله تعالى:لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ } [البقرة: 285]،لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ ٱلنِّسَآءِ } [الأحزاب: 32].

{ وَإِنَّهُ } يعني: القرآن { لَتَذْكِرَةٌ لِّلْمُتَّقِينَ } مثل قوله:هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ } [البقرة: 2]. وقد بيناه في أول البقرة.

{ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُمْ } خطاب للناس كلهم.

وقيل: خطاب للمؤمنين، على معنى: لنعلم أن [فيكم].

{ مُّكَذِّبِينَ } بالقرآن والوحدانية والرسالة.

{ وَإِنَّهُ } يعني: القرآن { لَحَسْرَةٌ عَلَى ٱلْكَافِرِينَ } إذا رأوا ثواب المصدّقين به.

{ وَإِنَّهُ لَحَقُّ ٱلْيَقِينِ } قال الزجاج: " لليقين " حق اليقين.

قال الزمخشري: كقولك: هو العالم حق العالم. والمعنى: لعين اليقين، ومحض اليقين.

وباقي الآية مفسرٌ في آخر الواقعة.