الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ يَنصُرُكُمْ مِّن دُونِ ٱلرَّحْمَـٰنِ إِنِ ٱلْكَافِرُونَ إِلاَّ فِي غُرُورٍ } * { أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي يَرْزُقُكُمْ إِنْ أَمْسَكَ رِزْقَهُ بَل لَّجُّواْ فِي عُتُوٍّ وَنُفُورٍ } * { أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ أَهْدَىٰ أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } * { قُلْ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ } * { قُلْ هُوَ ٱلَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ } * { وَيَقُولُونَ مَتَىٰ هَـٰذَا ٱلْوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } * { قُلْ إِنَّمَا ٱلْعِلْمُ عِنْدَ ٱللَّهِ وَإِنَّمَآ أَنَاْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ } * { فَلَمَّا رَأَوْهُ زُلْفَةً سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَقِيلَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ }

ولفظ " الجُنْد ": موحّد، ولهذا قال: { أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي هُوَ جُندٌ لَّكُمْ }.

{ أَمَّنْ هَـٰذَا ٱلَّذِي يَرْزُقُكُمْ } أي: يرزقكم المطر وغيره.

قوله تعالى: { أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَىٰ وَجْهِهِ } هذا مَثَلٌ ضربه الله للمؤمن والكافر.

والمعنى: ليس من يمشي مُكِبّاً على وجهه لا ينظر أمامه ولا يمينه وشماله، بل يعسف في مكان وعْر، يخِرُّ تارة ويعثُرُ أخرى، كمن يمشي سوياً معتدلاً سالماً من العُثُور والخُرور.

وقال [قتادة]: هذا في الآخرة يحشر الله الكافر مكبّاً على وجهه، والمؤمن يمشي سَوِيّاً.

قال الكلبي: يعني بالمُكِبِّ: أبو جهل. وبالسويّ: النبي صلى الله عليه وسلم. وقيل: حمزة بن عبد المطلب.

وجميعُ ما لم أذكره ظاهر أو مُفسّر إلى قوله تعالى: { فَلَمَّا رَأَوْهُ } أي: شاهدوا الوعد { زُلْفَةً } أي: قريباً، ونصبه على الحال أو الظرف، أي: رأوه ذا زلفة، أو مكاناً ذا زلفة، { سِيئَتْ وُجُوهُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } أي: ساءت رؤية الوعد وجوههم بأن عَلَتْها الكآبة، وغشيها الكسوف والقَتَرة.

{ وَقِيلَ هَـٰذَا ٱلَّذِي كُنتُم بِهِ تَدَّعُونَ } قال الفراء وابن قتيبة: تَفْتَعِلُون، من الدعاء، أي: تَطلبون وتَستعجلون تكذيباً واستهزاء.

وقرأتُ ليعقوب الحضرمي: " تَدْعُون " بالتخفيف، وهي في [معنى]: " تدَّعُون " مشددة.

وقال جماعة، منهم: الزجاج، في معنى المشددة: تدّعون الأباطيل والأكاذيب، فتدّعون أنكم إذا مُتُّم لا تبعثون.