الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ وَكَأِيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً وَعَذَّبْنَاهَا عَذَاباً نُّكْراً } * { فَذَاقَتْ وَبَالَ أَمْرِهَا وَكَانَ عَاقِبَةُ أَمْرِهَا خُسْراً } * { أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ يٰأُوْلِي ٱلأَلْبَابِ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ قَدْ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً } * { رَّسُولاً يَتْلُواْ عَلَيْكُمْ آيَاتِ ٱللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِّيُخْرِجَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ مِنَ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ وَمَن يُؤْمِن بِٱللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحاً يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَآ أَبَداً قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُ رِزْقاً }

قوله تعالى: { وَكَأِيِّن مِّن قَرْيَةٍ } أي: وكم من قرية { عَتَتْ } [أعرضت] على وجه العتو والعناد { عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً } أي: جازيناها في الدنيا بموجب الحساب الشديد.

وقال ابن عباس والفراء: [فيه] تقديم وتأخير، تقديره: عذبناها عذاباً نكراً في الدنيا بالجوع والسيف والبلايا، وحاسبناها حساباً شديداً في الآخرة.

قوله تعالى: { قَدْ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً * رَّسُولاً } قال مقاتل والسدي: الرسول: محمد صلى الله عليه وسلم. فيكون المعنى: أنزل الله إليكم ذكراً وهو القرآن، وأرسل رسولاً.

وقال ابن السائب: الرسول: جبريل عليه السلام.

فعلى هذا: يكون " رسولاً " بدلاً من " ذكراً "؛ لأن جبريل موصوف بتلاوة آيات الله، فكان إنزاله في معنى إنزال الذكر، فصحّ إبداله منه، أو جعله لكثرة ذكره كأنه ذكر. أو يراد بالذِّكْر: الشَّرف، أو على معنى: ذا ذكر، أي: مَلَكاً ذا ذكر.

وما بعده ظاهر أو مُفسّر إلى قوله: { قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُ رِزْقاً } يعني: الجنة التي لا ينقطع نعيمها.