قوله تعالى: { وَكَأِيِّن مِّن قَرْيَةٍ } أي: وكم من قرية { عَتَتْ } [أعرضت] على وجه العتو والعناد { عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَاباً شَدِيداً } أي: جازيناها في الدنيا بموجب الحساب الشديد. وقال ابن عباس والفراء: [فيه] تقديم وتأخير، تقديره: عذبناها عذاباً نكراً في الدنيا بالجوع والسيف والبلايا، وحاسبناها حساباً شديداً في الآخرة. قوله تعالى: { قَدْ أَنزَلَ ٱللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً * رَّسُولاً } قال مقاتل والسدي: الرسول: محمد صلى الله عليه وسلم. فيكون المعنى: أنزل الله إليكم ذكراً وهو القرآن، وأرسل رسولاً. وقال ابن السائب: الرسول: جبريل عليه السلام. فعلى هذا: يكون " رسولاً " بدلاً من " ذكراً "؛ لأن جبريل موصوف بتلاوة آيات الله، فكان إنزاله في معنى إنزال الذكر، فصحّ إبداله منه، أو جعله لكثرة ذكره كأنه ذكر. أو يراد بالذِّكْر: الشَّرف، أو على معنى: ذا ذكر، أي: مَلَكاً ذا ذكر. وما بعده ظاهر أو مُفسّر إلى قوله: { قَدْ أَحْسَنَ ٱللَّهُ لَهُ رِزْقاً } يعني: الجنة التي لا ينقطع نعيمها.