الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَا فِي ٱلأَرْضِ لَهُ ٱلْمُلْكُ وَلَهُ ٱلْحَمْدُ وَهُوَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ } * { هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } * { خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ ٱلْمَصِيرُ } * { يَعْلَمُ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَٱللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ ٱلصُّدُورِ } * { أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَبَأُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قَبْلُ فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } * { ذَلِكَ بِأَنَّهُ كَانَت تَّأْتِيهِمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ فَقَالُوۤاْ أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا فَكَفَرُواْ وَتَوَلَّواْ وَّٱسْتَغْنَىٰ ٱللَّهُ وَٱللَّهُ غَنِيٌّ حَمِيدٌ } * { زَعَمَ ٱلَّذِينَ كَفَرُوۤاْ أَن لَّن يُبْعَثُواْ قُلْ بَلَىٰ وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٌ } * { فَآمِنُواْ بِٱللَّهِ وَرَسُولِهِ وَٱلنّورِ ٱلَّذِيۤ أَنزَلْنَا وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ }

قوله تعالى: { فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ } قال ابن عباس: إن الله خلق بني آدم مؤمناً وكافراً، ثم يُعيدهم يوم القيامة كما خلقهم.

قال الزجاج: جاء في التفسير: أن يحيى بن زكريا خُلق في بطن أمه مؤمناً، وخُلق فرعونُ في بطن أمه كافراً.

قلتُ: وعلى هذا جاءت الأحاديث الصحيحة، وليس هذا موضع استقصائها:

منها: " السعيدُ من سعد في بطن أمه، والشقيُّ من شقي في بطن أمه ".

ومنها: " ثم يبعث الله إليه المَلَكُ فيؤمر بأربع كلمات، فيكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد ".

ومنها: " الغلام الذي قتله الخضر ".

وقيل: تمّ الكلام عند قوله: { خَلَقَكُمْ } ، ثم ابتدأ فقال: { فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُمْ مُّؤْمِنٌ } قال ابن عباس في رواية أبي الجوزاء: فمنكم كافر يؤمن، ومنكم مؤمن يكفر.

[وقال] الزجاج: أحسن ما قيل فيه: هو الذي خلقكم فمنكم كافر بأن الله خلقه، وهو مذهب أهل الدهر والطبائع، ومنكم مؤمن بأن الله خلقه.

وما بعده ظاهر أو مُفسَّر إلى قوله مخاطباً لأهل مكة: { أَلَمْ يَأْتِكُمْ } والمراد: تهديدهم. { فَذَاقُواْ وَبَالَ أَمْرِهِمْ } وهو العذاب في الدنيا { وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } في الآخرة.

{ ذَلِكَ } إشارة إلى الوبال الذي ذاقوه في الدنيا والعذاب في الآخرة { بِأَنَّهُ } أي: بأن الشأن والحديث.

وقولهم: { أبشر يهدوننا } [إنكار] أن يكون الرسول [بشراً]، كما أخبر الله عن كفار قريش وغيرهم من كفار الأمم الماضية.

والبَشر: اسم جنس، معناه الجمع. { وَّٱسْتَغْنَىٰ ٱللَّهُ } عن إيمانهم.

وقد ذكرنا فيما مضى أن " زَعَم " كناية عن الكذب.