قوله تعالى: { لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ } أي: لا يشغلكم طلبُ استثمار الأموال، والقيام على الأولاد { عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } قال ابن عباس: طاعته في الجهاد. وقال عطاء: الصلاةُ المكتوبة. وقيل: جميع الفرائض. { وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } في تجارتهم، لما فاتهم من ثواب الآخرة. قوله تعالى: { وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ } قال ابن عباس: يريد: زكاة الأموال. وقال الضحاك: يريد: الحقوق الواجبة في المال. وقيل: صدقة التطوع. فيكون الأمر للندب. قال الضحاك: لا ينزل بأحد الموت لم يحج ولم يؤد زكاة المال إلا سأل الرجعة، وتلا هذه الآية. { لَوْلاۤ أَخَّرْتَنِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ } أي: هَلاَّ أخرتَ موتي إلى أجل { قَرِيبٍ } زمان قليل، { فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن } قرأ أبو عمرو: " وأكونَ " بالواو والنصب، عطفاً على لفظ " فأصَّدَّقَ "؛ لأنه منصوب بإضمار " أنْ " ، على جواب التمني. وقرأ الباقون: " وأكُنْ " بغير واو مع الجزم، عطفاً على موضع " فأصَّدَّقَ "؛ لأن موضعه قبل دخول الفاء: الجزم. وقرأ عبيد بن عمير: " وأكُونُ " بالرفع، [على معنى]: وأنا أكون. قرأ أبو بكر عن عاصم: " يعملون " ، خاتمتها بالياء على المغايبة، حملاً على قوله: { وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْساً }. وقرأ الباقون: بالتاء، على المخاطبة لجميع الخلق. والله تعالى أعلم.