الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } * { وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ } * { وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْساً إِذَا جَآءَ أَجَلُهَآ وَٱللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ }

قوله تعالى: { لاَ تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلاَ أَوْلاَدُكُمْ } أي: لا يشغلكم طلبُ استثمار الأموال، والقيام على الأولاد { عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ } قال ابن عباس: طاعته في الجهاد.

وقال عطاء: الصلاةُ المكتوبة.

وقيل: جميع الفرائض.

{ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } في تجارتهم، لما فاتهم من ثواب الآخرة.

قوله تعالى: { وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَاكُمْ } قال ابن عباس: يريد: زكاة الأموال.

وقال الضحاك: يريد: الحقوق الواجبة في المال.

وقيل: صدقة التطوع. فيكون الأمر للندب.

قال الضحاك: لا ينزل بأحد الموت لم يحج ولم يؤد زكاة المال إلا سأل الرجعة، وتلا هذه الآية.

{ لَوْلاۤ أَخَّرْتَنِيۤ إِلَىٰ أَجَلٍ } أي: هَلاَّ أخرتَ موتي إلى أجل { قَرِيبٍ } زمان قليل، { فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن } قرأ أبو عمرو: " وأكونَ " بالواو والنصب، عطفاً على لفظ " فأصَّدَّقَ "؛ لأنه منصوب بإضمار " أنْ " ، على جواب التمني.

وقرأ الباقون: " وأكُنْ " بغير واو مع الجزم، عطفاً على موضع " فأصَّدَّقَ "؛ لأن موضعه قبل دخول الفاء: الجزم.

وقرأ عبيد بن عمير: " وأكُونُ " بالرفع، [على معنى]: وأنا أكون.

قرأ أبو بكر عن عاصم: " يعملون " ، خاتمتها بالياء على المغايبة، حملاً على قوله: { وَلَن يُؤَخِّرَ ٱللَّهُ نَفْساً }.

وقرأ الباقون: بالتاء، على المخاطبة لجميع الخلق. والله تعالى أعلم.