الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِي رَبّاً وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ إِلاَّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُمْ مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ } * { وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ ٱلأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ }

قوله: { قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِي رَبّاً } أي: قل لهم يا محمد مجيباً لهم عن دعائهم إياك إلى عبادة آلهتهم: { أَغَيْرَ ٱللَّهِ أَبْغِي رَبّاً } إلهاً وسيداً، { وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ } فكيف أبغي سواه.

{ وَلاَ تَكْسِبُ كُلُّ نَفْسٍ } من صالح وطالح، { إِلاَّ عَلَيْهَا } عقابه، ولها ثوابه. { وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ } أي: لا تؤخذ نفس آثمة بإثم أخرى، وهو جواب لقولهم:ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ } [العنكبوت: 12].

قوله تعالى: { وَهُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ ٱلأَرْضِ } قال ابن مسعود: يخلف حكم بعضكم بعضاً.

وقال الزجاج: خلفتم سائر الأمم.

{ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ } في العلم والرزق والشرف , وغير ذلك.

{ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَآ آتَاكُمْ } أي: ليختبركم فيما أعطاكم، فيظهر منكم ما تستحقون الجزاء عليه.

{ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ ٱلْعِقَابِ } قال عطاء: سريع العقاب لأعدائه، { وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } لأوليائه.

أخبرنا الشيخان أبو القاسم السلمي وأبو الحسن بن روزبة البغداديان قالا: أخبرنا عبد الأول بن عيسى، أخبرنا أبو الحسن الداودي، أخبرنا ابن حمويه السرخسي، أخبرنا محمد بن يوسف، حدثنا محمد بن إسماعيل، حدثنا قتيبة، حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله يَقُولُ: " إِنَّ اللهَ خَلَقَ الرَّحْمَةَ يَوْمَ خَلَقَهَا مِائَةَ رَحْمَةٍ، فَأَمْسَكَ عِنْدَهُ تِسْعة وَتِسْعِينَ، وَأَرْسَلَ فِي خَلْقِهِ كُلِّهِمْ رَحْمَةً وَاحِدَةً، وَلَوْ يَعْلَمُ الْكَافِرُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنْ [الرَّحْمَةِ لَمْ يَيْئَسْ مِنْ الْجَنَّةِ، وَلَوْ يَعْلَمُ الْمُؤْمِنُ بِكُلِّ الَّذِي عِنْدَ اللَّهِ مِنْ] العذابِ لم يأمنْ مِن النَّارِ ".

والحمد لله على إحسانه.