الرئيسية - التفاسير


* تفسير رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز/ عز الدين عبد الرازق الرسعني الحنبلي (ت 661هـ) مصنف و مدقق مرحلة اولى


{ قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِيناً قِيَماً مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنَ ٱلْمُشْرِكِينَ } * { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } * { لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ }

قوله تعالى: { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّيۤ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ } وهو دين الإسلام.

{ دِيناً } بدل من محل " إلى صراط مستقيم " لأن التقدير: هداني صراطاً مستقيماً، كما قال:وَيَهْدِيَكَ صِرَاطاً مُّسْتَقِيماً } [الفتح: 2].

وقوله: { قِيَماً } [فَيْعِل]، من قَامَ، أصله: قَيْوِم، ثم أدغمت الياء في الواو؛ كسَيِّد ومَيِّت.

وقرأ ابن عامر وأهل الكوفة: " قِيَماً " بكسر القاف وفتح الياء وتخفيفها.

فعلى هذا: هو مصدر بمعنى القيام وصف به.

{ مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ } عطف بيان، { حَنِيفاً }: حال من " إبراهيم " ، تقديره: هداني ربي ملة إبراهيم في حال حنيفيته.

قوله تعالى: { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي } قال الزجاج: النُّسك: كلُّ مَا يتقرب به إلى الله تعالى، إلا إنَّ الغالبَ عليه أمر الذَّبح.

{ وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي } قرأ الأكثرون بتحريك الياء وبالفتح من " محيايَ "؛ لالتقاء الساكنين، وبإسكانها من " مماتيْ "؛ لنقل الحركة على الياء.

وقرأ نافع بإسكان الياء من " محيايْ " للعلة المذكورة في " مماتي " في جعل المَدَّة حائلة بين الساكنين، وقرأ بإسكانها في: " مماتي "؛ لأنَّ حقَّ الياء في مثل هذا أن تكون مفتوحةً، مثل الكاف من: رأسكَ، والتاء في: قمتَ.

والمعنى: إن صلاتي ونسكي من جميع ما أتقرب به إلى الله وما آتيه في حياتي وما أموت عليه من الإيمان والعمل الصالح.

{ لِلَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } خالصاً لوجهه.

{ وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ } الإخلاص { وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ } من هذه الأمة.