قوله تعالى: { مَن جَآءَ بِٱلْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا } وقرأت ليعقوب الحضرمي: " عَشْرٌ " بالتنوين، " أَمْثَالُها " بالرفع.
فمن قرأ بالإضافة؛ فعلى معنى: فله عشر حسنات أمثالها.
ومن رفعهما؛ فعلى معنى: فله حسنات عشر أمثالها، وهذا أقلّ الجزاء، والله يضاعف لمن يشاء ما يشاء.
وفي صحيح مسلم من حديث أَبِي ذَرٍّ عن النبي قال: يقول الله عز وجل: " مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا أوْ أَزِيدُ، وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ [فَجَزَاؤُهُ] سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا أَوْ أغفر ".
وقال سفيان الثوري: لما نزلت: " من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها " ، قال النبي: " ربي زدني، فنزلت: { مَّثَلُ ٱلَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ... الآية } [البقرة: 261]، قال: رب زد أمتي، فنزلت: { مَّن ذَا ٱلَّذِي يُقْرِضُ ٱللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَٰعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً } [البقرة: 245]، قال: رب زد أمتي، فنزلت: { إِنَّمَا يُوَفَّى ٱلصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ } [الزمر: 10] ".
والظاهر: عموم الآية في كل حسنة وسيئة.
وقال ابن مسعود ومجاهد والنخعي: " الحسنة ": لا إله إلا الله، و " السيئة ": الشرك.
{ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ } بالنقصان من الثواب والزيادة على العقاب، فإنه سبحانه وتعالى قدَّرَ لكل حسنة وسيئة جزاءً معلوماً عنده.